مع اقتراب عيد الفطر المبارك، كشفت دار الإفتاء المصرية عن قيمة زكاة الفطر لعام 1446 هـ التي تم تحديدها عند حد أدنى قدره 35 جنيهًا للفرد. وصرّحت الدار بأن زكاة الفطر يمكن إخراجها نقدًا بدلاً من الحبوب، للتيسير على الفقراء والمحتاجين؛ استنادًا إلى رأي الإمام أبي حنيفة. كما أكدت ضرورة إخراج الزكاة قبل صلاة العيد لضمان وصولها إلى مستحقيها وتحقيق الغاية الشرعية منها.
قيمة زكاة الفطر 2024: تحديدها وتوجيهها
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن القيمة المقدّرة لزكاة الفطر لهذا العام تُعادل (2.5) كيلوغرام من القمح، وهو غالب قوت المصريين. ويأتي تحديد المبلغ بما يتناسب مع أدنى أسعار القوت اليومي، مع تأكيد أن المبلغ المذكور حد أدنى ويمكن للمقتدرين تقديم المزيد. وبما أن الزكاة تهدف إلى سد الاحتياجات الأساسية للفقراء، فإن توجيهها بشكل مبكر يعزز من احترام هذه الحاجة، ويُلبي التوجيه النبوي الذي نص على: «أَغْنُوهم عن السؤال في هذا اليوم».
وقد ذكرت الدار أيضًا أن آراء جمهور العلماء تختلف حول وقت أداء زكاة الفطر، لكن يجمع جميع الفقهاء على أنها لا تسقط بعد فوات وقتها المحدد؛ بل تبقى في ذمة المزكي حتى يتم إخراجها. لذلك، فإن تعجيل إخراجها يُعتبر من الممارسات المُستحبة.
أحكام زكاة الفطر: شروط وآليات التنفيذ
فرضت الشريعة زكاة الفطر على كل مسلم، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى. واستندت في هذا إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير”. والصاع هو مكيال يعادل أربعة أمداد، ما يُترجم في زماننا بنحو 2.5 كيلوغرام من الطعام.
وتُخرَج الزكاة من أصناف الطعام السائدة في المنطقة مثل القمح أو الشعير أو التمر، إلا أن دار الإفتاء اعتمدت رأي الحنفية بجواز دفع قيمة الزكاة بالنقود؛ ما يُساعد الفقراء في تلبية احتياجاتهم المتنوعة وييسر عليهم قضاء متطلباتهم اليومية. هذا الاجتهاد جاء ليتماشى مع تغيرات العصر، مع الإبقاء على جوهر مفهوم التضامن الاجتماعي.
مواعيد وأهداف زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر على المسلم مع حلول فجر يوم عيد الفطر وفق المذهب الحنفي، بينما تعد واجبة عند المغرب آخر يوم من رمضان بحسب الشافعية والحنابلة. ومع ذلك، يجوز إخراجها مبكرًا مع بداية شهر رمضان لضمان وصولها للمحتاجين في الوقت المناسب. وقد وردت روايات عن الصحابة بتحبيذ تقديمها قبل وقتها بيوم أو يومين.
تُخصص زكاة الفطر لفقراء ومحتاجي المسلمين، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طعمة للمساكين». الهدف الأساسي منها هو تطهير الصائم من أي لغو أو رفث قد يكون وقع فيه خلال شهر رمضان، إلى جانب توفير الطعام للمساكين في يوم العيد ليعم الفرح الجميع.
زكاة الفطر، التي باتت ضرورة اجتماعية ودينية، تسلط الضوء على مقاصد الشريعة في تعزيز التكافل والرحمة، وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع الإسلامي. فلا تتردد في إخراجها في الوقت المحدد لدعم المحتاجين والتخفيف من معاناتهم.
