تعيش غزة أجواء حزينة في عيد الفطر لهذا العام، حيث لم تبدأ الفرحة كما جرت العادة مع تكبيرات العيد، بل على وقع أصوات القصف المستمر. الاحتلال الإسرائيلي واصل غاراته الجوية على القطاع، مخلفًا دمارًا وضحايا، ومحولًا العيد إلى مناسبة حزينة مليئة بالألم والمآسي. وبينما تأمل العائلات في يوم عيد سعيد، يبقى القطاع محاصرًا بأزمات إنسانية متفاقمة.
عيد الفطر في غزة وسط القصف
استفاق سكان غزة في أول أيام عيد الفطر المبارك على أصوات الغارات الجوية التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، مما أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، وفق تقارير طبية محلية. ووصفت السلطات الفلسطينية ما جرى بأنه “جريمة إنسانية”، إذ استهدف القصف منزلًا مأهولًا في خان يونس، إضافة إلى مناطق أخرى في رفح والشرقية.
ورغم خطر التصعيد، جابت أصوات التكبيرات شوارع القطاع، لكن المصلّين أدوا صلاة العيد فوق أنقاض منازلهم ومساجد مدمرة، في مشهد يعكس الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون. يأتي ذلك بينما أكدت حركة “حماس” موافقتها على هدنة بوساطة دولية، دون أن يصدر تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي.
الحزن يخيم على أسواق وشوارع غزة
بدت غزة شبه خالية من أي مظاهر احتفالية في عيد الفطر. عزوف كبير عن الأسواق بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والخسائر الكبيرة التي تكبدتها العائلات جرّاء القصف. المتاجر التي كانت تكتظ بالمتعافدين في الأيام السابقة للأعياد باتت خاوية؛ ملابس الأطفال الجديدة أصبحت رفاهية بعيدة المنال، والطعام التقليدي للعيد تحوّل إلى ترف بالنسبة للكثيرين.
عائلات عديدة فقدت معيلها أو منازلها، ما جعل أولوياتها تنحصر في البحث عن مأوى بديل ومساعدات إنسانية تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وفي ظل هذا الواقع المأساوي، كان الأطفال الأكثر تأثرًا؛ إذ لا ألعاب ولا فرحة تُنقذهم من مشهد الحرب المستمر.
بين فقد الأحبة وأمل بحياة كريمة
بدل أن يقضي أهالي غزة يومهم في الاحتفال أو زيارة العائلات، كانت المقابر الوجهة الرئيسية، حيث جاءوا حاملين الورود لزيارة أحبائهم الذين فقدوا حياتهم جراء القصف. الأطفال بدورهم غاب عنهم مفهوم العيديات والاحتفالات المعتادة، إذ أعادت المآسي تشكيل عيدهم.
منظمات الإغاثة الدولية والمحلية تعمل على توفير الحد الأدنى من المساعدات، مثل الغذاء والدواء، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل الحصار والنقص الحاد في الموارد. آلاف العائلات تقيم في مراكز إيواء جماعية، محرومة من أبسط مقومات الراحة، ما يجعل الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور.
رغم ذلك، يبقى سكان غزة متمسكين بالأمل في مستقبل أفضل. يصمدون رغم الجراح، ويحاولون أن يحتفظوا ببارقة من الفرح لأطفالهم. وبين الدعوات المستمرة لإنهاء القصف، يتطلع الغزيّون إلى يوم يكون فيه العيد مناسبة للفرح الحقيقي، لا زمنًا يتجدد فيه الألم.