تراجع توقعات الأسهم الأمريكية مع تزايد تأثير التعريفات الجمركية على الأسواق

أسواق الأسهم الأمريكية تواجه تحديات كبيرة مع تزايد التقلبات

تشهد أسواق الأسهم الأمريكية أوقاتًا عصيبة مع إعلان توقعات أكثر تشاؤمًا بشأن مؤشر «إس آند بي 500» لعام 2025. خفّض بنك «باركليز» توقعاته للمؤشر إلى 5900 نقطة، في ظل تصاعد ضغوط التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية. وتشير الإحصاءات إلى تأثر أرباح الشركات وتباطؤ النشاط الاقتصادي، مما ينذر بمزيد من التقلبات في الأسواق المالية العالمية.

توقعات الأسهم الأمريكية في 2025: انخفاض يقود المخاوف

في مذكرة اقتصادية حديثة، خفض «فينو كريشنا»، كبير المحللين الاستراتيجيين للأسهم الأمريكية ببنك «باركليز»، ومن معه من محللين آخرين، أهدافهم لمؤشر «إس آند بي 500» لعام 2025 إلى 5900 نقطة، مقارنة بالهدف السابق البالغ 6600 نقطة. كما خفّضوا تقديرات الأرباح لكل سهم إلى 262 دولارًا بدلاً من 271 دولارًا.
هذا التراجع يأتي انعكاسًا لسياسات تجارية حمائية شملت فرض تعريفات جمركية إضافية، والتي أضرت بالاقتصاد الأمريكي دون أن تدفعه إلى الركود الكامل. رغم ذلك، خلقت هذه التداعيات جوًا من الترقب والحذر بين المستثمرين بشأن آفاق السوق المقبلة.

التداعيات الاقتصادية: تصاعد مؤشر البؤس وتأثيره على السوق

بينما يستمر الجدل حول السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية، عاود مؤشر البؤس، الذي يقيس معدل التضخم والبطالة معًا، الارتفاع ليصل إلى 6.9 نقاط في مارس 2025. رغم أنه لا يزال أقل بكثير من ذروته التي سجلت 15 نقطة خلال أزمة الجائحة، إلا أنه يعكس تقلبات واضحة في معنويات المستهلكين وخطط الأعمال.
وفقًا لتقرير صادر عن «رويترز»، فإن ارتفاع هذا المؤشر يعتبر أداة تقليدية لرصد حالة الضغوط الاقتصادية. ويؤكد خبراء مثل «ستيف هانكي»، أستاذ الاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز، أن هذه المؤشرات تقدم رؤية أدق لصانعي القرار والمستثمرين على حد سواء لفهم تحركات الاقتصاد الأمريكي وآثارها على الأسواق.

الأسهم الأمريكية تحت الضغط: خسائر كبرى للشركات

في ظل هذا المناخ المتوتر، تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل متسارع، حيث شهد مؤشر «إس آند بي 500» تصحيحًا يفوق 10% منذ ذروته المسجلة في فبراير الماضي. وتعرض السوق لخسارة مذهلة تجاوزت 4 تريليونات دولار من قيمته السوقية، فيما تراجعت أسهم كبرى الشركات مثل «إنفيديا» و«تسلا» بشكل حاد.
تستمر هذه التحديات الاقتصادية والسياسية في دفع المستثمرين نحو مزيد من الحذر، مع ترقب قرارات مقبلة بشأن أسعار الفائدة والسياسات التجارية. وفي سياق متصل، خفضت مؤسسات مثل «جولدمان ساكس» و«ياردني ريسيرش» توقعاتها لنهاية عام 2025، مما يعزز الاعتقاد بأن الأسواق المالية الأمريكية قد تواجه مستقبلًا غامضًا يتطلب استجابات مدروسة لاحتواء التداعيات.

تبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد والأسواق الأمريكية كإشارة على هشاشة الوضع المالي العالمي، ما يضع الجميع أمام اختبار جديد في ظل استمرار تلك الضغوط الاقتصادية المعقدة.