في مشهد مهيب، ودّعت الأوساط الدينية والعلمية اليوم الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر السابق ورئيس أكاديمية الأزهر لتأهيل الأئمة والدعاة، الذي وافته المنية بعد مسيرة طويلة ترك خلالها بصمات واضحة في مجال التعليم الأزهري والدعوة الإسلامية. ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة على الفقيد غدًا عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة والأساتذة وطلابه ومحبيه، وسط أجواء يملؤها الحزن والدعاء.
مسيرة عطاء الدكتور محمد المحرصاوي في التعليم والدعوة
كان الدكتور محمد المحرصاوي أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في الأزهر الشريف، حيث تولى رئاسة جامعة الأزهر، وقاد مسيرة تطويرية شملت تعزيز البنية التعليمية وتحسين جودة المناهج الأزهريّة. كما كان له دور فعّال في إعداد الأئمة والدعاة للنهوض بالخطاب الديني الوسطي، من خلال قيادته لأكاديمية الأزهر لتأهيل الأئمة والدعاة.
ساهم الفقيد، بما يمتلك من رؤية عميقة وخبرة علمية واسعة، في تعزيز مكانة الأزهر على الساحة الدولية والمحلية. وقد أشاد الكثيرون بجهوده في بناء جسور التواصل مع المؤسسات العلمية والدينية الأخرى، ما ترك تأثيرًا كبيرًا في أوساط الباحثين وطلاب العلم.
صلاة الجنازة على الدكتور المحرصاوي
أعلنت جامعة الأزهر، برئاسة الدكتور سلامة جمعة داود، عن إقامة صلاة الجنازة على الدكتور محمد المحرصاوي غدًا عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر. ومن المتوقع أن يشارك في الجنازة عدد كبير من الشخصيات الدينية والقيادات الأزهرية، بالإضافة إلى أساتذة الجامعة وطلابها الذين عرفوا الفقيد كنموذج يحتذى به في العلم والعمل.
وأكدت الجامعة أنّ فقدان الدكتور المحرصاوي يؤلم كل محبيه وطلابه وزملائه، كونه كان مثالا للعالِم المتواضع الذي كرس حياته لخدمة رسالة الأزهر الشريف.
رحيل مؤثر ووداع مهيب
عبر عدد كبير من طلاب الأزهر والأساتذة عن حزنهم العميق لرحيل الدكتور محمد المحرصاوي، مشيرين إلى أن سيرته العطرة ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. فقد كان الراحل نموذجًا في العطاء والتفاني، وترك إرثًا علميًا وإنسانيًا هامًا في مختلف المناصب التي شغلها.
وأعربت جامعة الأزهر في بيانها الرسمي عن تقديم خالص التعازي إلى أسرة الراحل وزملائه ومحبيه، داعية أن يتغمده الله برحمته ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم من خدمات جليلة للدين الإسلامي وللمجتمع.
تظل ذكرى الدكتور محمد المحرصاوي محفورة في قلوب كل من عرفه، ليبقى مثالا للعالم المخلص، ورمزًا للعلم والقيم النبيلة.