الأونروا: مقتل 180 طفل في يوم واحد وجثث ما تزال تحت الأنقاض

في أحدث موجة من التصعيد المستمرة في قطاع غزة، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن مقتل 180 طفلًا خلال يوم واحد فقط جراء القصف الإسرائيلي. وأشارت إلى وجود أعداد كبيرة من الجثث تحت الأنقاض، في ظل ضعف الإمكانيات وعدم قدرة الأطقم الطبية على معالجة الجرحى الذين يفارقون الحياة أمامهم. هذا التصعيد يأتي وسط أوضاع إنسانية مأساوية تعصف بالأهالي وتلقي بظلالها على المدنيين العزل في القطاع.

تصاعد أعداد الضحايا: الأطفال يدفعون الثمن الأكبر

وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 50,144 شهيدًا، بينما تجاوز عدد المصابين 113,704 منذ بداية التصعيد. من بين هؤلاء، لقي 792 طفلًا حتفهم، بينما أصيب أكثر من 1,663 آخرين منذ تاريخ 18 مارس فقط.

الوضع يزداد سوءًا مع إبلاغ المصادر الطبية عن وجود أعداد من الشهداء والمصابين تحت الأنقاض، حيث تعوق قلة الموارد محاولات الإنقاذ. ويواجه القطاع أزمة إنسانية خانقة مع تصاعد القصف المستمر ودعوات المنظمات الإنسانية لوقف استهداف المدنيين.

الكارثة الإنسانية في غزة تزداد تعقيدًا

التقارير القادمة من قطاع غزة تكشف عن معاناة غير مسبوقة للسكان، حيث تتعرض المنازل والمنشآت للقصف دون توقف، مما أسفر عن نزوح الآلاف وتدمير البنية التحتية. وتشير الإحصائيات إلى أن الاحتياجات الإنسانية تتضاعف يومياً، خصوصًا مع شح المواد الطبية واللوازم الأساسية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى.

على مستوى المرافق الصحية، تفتقر المشافي في غزة إلى الموارد اللازمة للتعامل مع مئات الجرحى المتدفقين يوميًا، بينما يتم استخدام الممرات والأرضيات كملاجئ مؤقتة. وفي ظل هذه الظروف، تحذر المؤسسات الدولية من كارثة إنسانية قد تمتد آثارها طويلة الأمد.

الدعوات الدولية للتهدئة وإعادة الإعمار

تواجه غزة أزمات حادة جراء الاشتباكات المتواصلة، مما يضع المزيد من الضغوط على الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف التصعيد. الحكومة المصرية، على سبيل المثال، تؤكد استمرار محاولاتها لاستئناف المفاوضات لإعادة الإعمار وتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية في القطاع، وفق تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

وسط هذه الجهود، تبرز دعوات الأونروا والمؤسسات الإنسانية لتقديم المساعدات العاجلة لتخفيف معاناة السكان. يُذكر أن الأطفال يشكلون أكثر الضحايا تضررًا من العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث تشير الأرقام إلى أن 15,000 طفل استشهدوا خلال عام 2023 وحده، في صورة صادمة تعكس واقع الأزمة الحالية في غزة.

الوضع في غزة بحاجة ماسة للتحرك الدولي، إذ لا يمكن استمرار هذه الانتهاكات الإنسانية دون محاسبة أو وقف نهائي للعدوان، فيما تبقى الأرواح البريئة العالقة بين أيدي المجتمع الدولي وأولويات القادة العالميين.