صلاة التسابيح هي من الصلوات التطوعية التي تلقى قبولاً واسعاً بين المسلمين، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، لما تحمله من أجر عظيم وفرصة لمغفرة الذنوب وزيادة القرب من الله عز وجل. ومع الأجواء الروحية العطرة التي تسود في العشر الأواخر من رمضان، أوضحت دار الإفتاء المصرية الكيفية الصحيحة لأداء صلاة التسابيح، مؤكدة على فضلها وأهميتها في تهيئة النفس للتوبة والعبادة.
ما هي صلاة التسابيح في رمضان؟
صلاة التسابيح تُعد من العبادات التي تتطلب ترتيبات خاصة في الأداء، إذ تتكون من أربع ركعات يتم ترديد التسبيحات فيها بمجموع 300 تسبيحة. يتميز هذا النوع من الصلاة بكونه فرصة عظيمة لتطهير النفس والتأمل في قدرة الله عز وجل، خاصة عندما تُؤدى في ليالي العشر الأواخر من رمضان، التي تحمل في طياتها ليلة القدر، الليلة المباركة التي تعادل العبادة فيها ألف شهر.
وخلال أداء الصلاة، يُستحب أن يردد المسلم التسبيحات الأربع: “سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر”، في كل خطوة من خطوات الصلاة بدءًا من القراءة وحتى السجود، مما يجعلها تجربة روحانية فريدة تعمق الصلة بالله.
كيفية أداء صلاة التسابيح خطوة بخطوة
أداء صلاة التسابيح يتطلب التزامًا بمنهج محدد يتمثل في التالي:
- في الركعة الأولى: بعد قراءة الفاتحة وسورة قصيرة، يتم ترديد التسبيحات 15 مرة، ثم 10 مرات أثناء الركوع، و10 بعد الرفع من الركوع.
- في السجود الأول: تُكرر التسبيحات 10 مرات، ثم بين السجدتين 10 مرات أخرى، وأخيراً في السجود الثاني 10 مرات.
- التسليم: بعد الانتهاء من الأربع ركعات، يُختتم بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء بما في القلب.
يتكرر هذا النمط في جميع الركعات، ليصل إجمالي عدد التسبيحات إلى 300.
فضل صلاة التسابيح في العشر الأواخر
يأتي فضل صلاة التسابيح من كونها وسيلة لتكفير الذنوب وتفريج الهموم. حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على أدائها، خاصة في الأيام المباركة، لما لها من آثار روحانية ونفسية تُساهم في تجديد الهمة وتعزيز الإيمان. يُستحب أداؤها في الليالي الوترية، حيث تزداد احتمالية موافقة ليلة القدر.
ختامًا، فإن صلاة التسابيح تمثل هدية عظيمة لمن يرغب في تعزيز علاقته بالله وسعيًّا إلى نيل مغفرته، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك الذي تُفتح فيه أبواب الجنة وتُضاعف فيه الحسنات.