في حادثة فريدة من نوعها، أثار ظهور حيوان الوشق المصري شديد الندرة جدلاً واسعاً بعدما هاجم عدداً من جنود الجيش الإسرائيلي في قاعدة عسكرية بمنطقة هار حريف المتاخمة للحدود المصرية. الوشق المصري، الذي يُعتبر من أشد الحيوانات البرية في الطبيعة المصرية، تمكن من التسلل إلى القاعدة، مما أسفر عن إصابات بين الجنود، ليعيد إلى دائرة الضوء الحديث عن واحدة من أكثر الحيوانات البرية غموضًا وشراسة.
الوشق المصري: حيوان نادر يثير الدهشة
الوشق المصري، المعروف علميًا بـ”كاراكال”، هو نوع نادر من القطط البرية متوسطة الحجم التي تنتمي إلى أسرة السنوريات. يتميز بسرعة تصل إلى 80 كيلومترًا في الساعة، إلى جانب قدرته غير العادية على القفز لمسافات تصل إلى ثلاثة أمتار. يبلغ طول هذا الحيوان بين 60 و130 سم، ويتراوح وزنه ما بين 11 و18 كيلوجرامًا، مما يجعله واحدًا من أمهر الصيادين في المملكة الحيوانية. وتبرز قدرته اللافتة على صيد الفرائس في الهواء، حيث يتمكن من مهاجمة الطيور أثناء طيرانها، فضلاً عن صيده للأرانب والغزلان الصغيرة والقوارض بدقة مدهشة.
وقد أسهمت هذه المواصفات الفريدة في تصنيف الوشق المصري كأحد الحيوانات التي لا يسهل تدجينها أو تربيتها منزلياً، نظراً لشراسته الفطرية وطباعه العدوانية، التي ظهرت جليًا في الحادث الأخير على الحدود الإسرائيلية.
تكيف استثنائي مع البيئة الصحراوية
يتميز الوشق المصري بقدرته المذهلة على التكيف مع البيئات القاحلة والصحراوية، حيث يتواجد في مناطق متنوعة تشمل الصحارى، السهول الجافة، وحتى بعض المواقع الزراعية في مصر. ومن المدهش أن هذا الحيوان يستطيع الاستغناء عن شرب الماء لفترات طويلة، مُعتمدًا على السوائل المستخلصة من فرائسه.
ووفقاً لخبراء البيئة، يمكن العثور على الوشق المصري في أجزاء واسعة من إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك مناطق مصرية ذات مناخ شديد الحرارة والجفاف. وتمكن الوشق المصري من التسلل إلى أماكن معزولة لا يمكن للبشر الوصول إليها بسهولة، إلا أنه قد يظهر سلوكًا عدوانيًا إذا تعرض للتهديد، كما حدث مع الجنود الإسرائيليين.
الوشق المصري عبر التاريخ
ارتبط الوشق المصري بالحضارة الفرعونية منذ آلاف السنين، حيث ظهر في نقوش ورسومات على جدران المعابد، ما يثبت احترام المصريين القدماء لهذا الحيوان كشعار للقوة والذكاء. وقد استخدم السلاطين عبر التاريخ الوشق كوسيلة للصيد، بينما يشهد اليوم اهتمامًا محدودًا من هواة الحيوانات البرية.
ويحمل الوشق المصري اسم “عناق الأرض”، ويشتهر بفرائه الكثيف وذيله الطويل وأذنيه المميزة المبطنة بالشعر الأسود. كما يتمتع بحاسة سمع خارقة تُساعده في تحديد موقع فرائسه بدقة خلال الليل، مما يعزز من مهاراته الهجومية التي جعلته أحد أبرز الكائنات الجارحة في البيئة البرية المصرية.
تظل حادثة الحدود الأخيرة تذكيراً قويًا بقوة هذا الحيوان الغامض، الذي يجمع بين الحضور المهيب والشراسة الفريدة، ما يجعل الوشق المصري مظهراً مميزاً للثراء الطبيعي الذي تختزنه البيئة المصرية.