تراجع أسعار النفط مع تصاعد المخاوف حول تأثيرات الرسوم الجمركية

تراجعت أسعار النفط اليوم الاثنين بسبب تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، مع مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود، بالإضافة إلى زيادة إنتاج تحالف أوبك+. خام بر Brent انخفض 36 سنتاً ليصل إلى 69.97 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط 43 سنتاً إلى 66.61 دولاراً للبرميل، وفقاً لـ “سي إن بي سي عربية”.

### حرب الرسوم الجمركية وتأثيرها على النفط
واصل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضه للأسبوع السابع على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر منذ نوفمبر 2023، بينما تراجع خام برنت للأسبوع الثالث على التوالي. هذه التطورات جاءت بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على موردي النفط الرئيسيين، مثل كندا والمكسيك، قبل أن يؤجلها. كما رفع الضرائب على السلع الصينية، مما أدى إلى رد فعل صيني بفرض رسوم على المنتجات الزراعية الأميركية.

### استعادة جزئية لأسعار النفط
استعادت أسعار النفط بعض خسائرها يوم الجمعة بعد تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة ستزيد العقوبات على روسيا إذا لم تتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا. كما ذكرت “رويترز” أن الولايات المتحدة تدرس تخفيف العقوبات على قطاع الطاقة الروسي في حال موافقة موسكو على إنهاء الحرب مع أوكرانيا. هذه التحركات أثرت بشكل مباشر على تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية.

### سياسات أوبك+ وتوازن السوق
أعلن تحالف أوبك+، الذي يضم روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أنه سيستمر في زيادة إنتاج النفط اعتباراً من أبريل. ومع ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن التحالف قد يتراجع عن هذا القرار في حال حدوث اختلال في توازن السوق. هذه الخطوة تأتي في ظل محاولات التحالف تحقيق استقرار في الأسعار مع مراعاة العوامل الجيو سياسية والاقتصادية المؤثرة على العرض والطلب.

في الختام، يبقى سوق النفط عرضة لتأثيرات متعددة، بدءاً من الصراعات التجارية مروراً بالعقوبات السياسية ووصولاً إلى قرارات التحالفات الدولية. هذه العوامل مجتمعة تشكل تحدياً أمام استقرار الأسعار واستمرار النمو الاقتصادي العالمي.