توقعات بارتفاع أسعار الذهب: عوامل الدفع وآفاق المستقبل
يتوقع خبراء الاقتصاد والمحللون الماليون استمرار ارتفاع أسعار الذهب في السنوات القادمة، مدفوعًا بتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والطلب المتزايد على المعدن النفيس كأصل آمن. وفقًا لتوقعات شركة يو بي إس السويسرية، قد يصل سعر الذهب إلى 3200 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، ثم يستقر عند نحو 3000 دولار. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى احتمالية تسجيل الذهب ارتفاعات أكبر في حال تصاعد الأزمات الاقتصادية العالمية.
العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب
تشير التحليلات إلى أن عدة عوامل تسهم في ارتفاع أسعار الذهب، بما في ذلك التقلبات الاقتصادية العالمية، والتوترات الجيوسياسية، واحتمالية خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. كما أن تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية والمستثمرين المؤسسيين يعززان من أهمية الذهب كملاذ آمن. هذه الظروف مجتمعة تجعل الذهب أداة قوية للحفاظ على الثروة في أوقات الأزمات.
المشهد الاقتصادي العالمي وارتباطه بالذهب
المشهد الاقتصادي العالمي ليس مستقرًا حاليًا، مع وجود توترات متصاعدة في أوروبا الشرقية، والعقوبات على روسيا، والصراع في غزة، بالإضافة إلى الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. تقدر مؤسسة جولدمان ساكس احتمال حدوث ركود في منطقة اليورو بنسبة 35% بحلول عام 2025، وهو ما قد يزيد الطلب على الذهب كاستثمار آمن. هذه العوامل تعزز التوقعات بارتفاع أسعار الذهب في المدى المتوسط والطويل.
إنتاج الذهب وأزمة الإمدادات
على الرغم من أن إنتاج الذهب العالمي شهد زيادة متواضعة بنسبة 1.2% في عام 2023 ليصل إلى 3640 طنًا، إلا أن وتيرة اكتشافات الذهب الجديدة تتباطأ. تشير التحليلات إلى أن هذا قد يؤدي إلى أزمة إمدادات طويلة الأجل، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. الصين تتصدر قائمة أكبر منتجي الذهب عالميًا بإنتاج 370 طنًا، تليها روسيا بـ 325 طنًا، وأستراليا بـ 310 أطنان، والولايات المتحدة بـ 200 طن، وكندا بـ 185 طنًا.
خلاصة: الذهب كملاذ آمن في الأوقات الصعبة
مع تزايد الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية والمستثمرين المؤسسيين، يبدو أن صعود المعدن النفيس لم ينته بعد. التوقعات تشير إلى أن السنوات القليلة المقبلة قد تشهد ارتفاعات قياسية في أسعار الذهب، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. الذهب يظل أداة أساسية للحفاظ على الثروة في عالم يعاني من التقلبات والأزمات.