رواية جريمة في العلن الفصل الأول 1 بقلم هنا عادل – مصر بوست

رواية جريمة في العلن الفصل الأول 1 بقلم هنا عادل

رواية جريمة في العلن الجزء الأول

رواية جريمة في العلن البارت الأول

جريمة في العلن

رواية جريمة في العلن الحلقة الأولى

الحكاية بدايتها كانت من سنين كتير، قبل التكنولوجيا، قبل الكمبيوتر والموبايلات بكتير، قبل حتى السوبر ماركت، الحكاية كانت من زمان، وكانت فى قرية صغيرة من قرى الصعيد، وبتبدأ الحكاية ب حواء، بنت جميلة يتيمة الام والاب، اتوفوا فى حريقة قامت فى الارض بتاعتهم واهلها محدش منهم قرر يتحمل مسؤليتها، ده طبعا مالهوش علاقة بدم الصعايدة ولا عاداتهم، لكن مش كل الناس زي بعضها، اتخلوا عنها وهي صغيرة وسابوها فى ملجأ، فاتت ايام وسنين على دخولها الملجأ لحد ما كملت السن اللى فيه لازم تخرج وميبقاش لها مكان فى المبنى المقفول عليها هي واللى زيها، خرجت للدنيا اللى كانت متخيلة انها هتكون في حنية اهلها اللى عاشت معاهم فى الملجأ، ودول اللى كانوا احن عليها من اهلها اللى اتخلوا عنها من الاساس، حواء لما كملت ال21 سنة كانت بقيت جميلة، سمرا وعيونها عسلي واسعة وشعرها مموج ولونه بني، طويلة وجسمها متناسق، علطول لابسة ايشارب على رأسها مليان ورد، ورغم ان كل اللى عندها جلابيتين بتغير فيهم، الا انهم حلوين عليها ونضافتها الشخصية مخلياهم احلى واحلى، لما خرجت قالت لها واحدة من مربيات الدار:
– حواء يا حبيبتي، انا يمكن مش هقدر اون مسؤولة عنك برة الباب ده، لكن هحاول اساعدك تبتدي تعيشي.
ردت حواء بخوف:
– ليه هتطلعوني من هنا؟ انا خايفة اطلع، هعيش ازاي؟ هروح لمين؟ انا خايفة!
المربية سعاد:
– عارفة انك خايفة، بس هنعمل ايه؟ أدي الله وأدي حكمته، بس اللى انصحك بيه تبعدي عن البلد هنا، اهلك اللى رموكي فى الملجأ من سنين مش هيقبلوا تطلعي تعيشي فى البلد براسك وتبقى سبب فى ان الناس متبطلش تلسين عليهم.
حواء:
– اومال اعمل ايه؟ وبعدين هما ملسنوش عليهم يعني لما رموني هنا؟
ردت سعاد وقالت:
– اتنسى الموضوع من زمن يا حوا، لكن برجوعك عروسة زي القمر كده، هيرجع يتعاد الكلام فيه من تاني، ويمكن ساعتها يأذوكي اكتر ما اذوكي زمان، شوفي هبعتك لواحد معرفة فى قرية صغيرة كده جنب البلد بتاعتنا، ده هيفتح ليكي باب رزق تاكلي منه عيش، وهخليه يشوفلك اوضة على قد الحال كده تعيشي فيها.
ابتسمت حواء وحضنت سعاد اللى كانت بتعوضها عن حنان الاهل اللى كان نفسها تحس بيها عمرها كله، تمت اجراءات الخروج، وكعادة مربيات الدار لما بنت تيجي تخرج بعد ما سنها يوصل لمرحلة الخروج من الدار انهم يجمعوا فلوس بحيث ان اللى تخرج تقدر تبدأ تعيش على قد حالها لحد ما تلاقي مصدر اكل عيش تقدر تعيش منه، ومع كل بنت تخرج كانوا بيحاولوا يساعدوها بأي شكل من الاشكال، ولأن هما المربيات نفسهم ظروفهم مش احسن حاجة يعني، فكانوا بيحاولوا يقدموا اقصى ما عندهم وللأسف مكانش عندهم اكتر من كده، لكن اللى قدمته سعاد لحواء نفعها مش هنقدر ننكر، اخدت حواء الفلوس اللى جمعوهالها، سلمت على اخواتها وعلى كل الناس اللى عاشت معاهم سنين طويلة، ودعتهم بدموع وخوف من اللى جاي، طلعت من باب الدار ونفذت كل حرف قالته لها سعاد، محاولتش تستنى فى البلد دي دقيقة واحدة من بعد ما قررت تعدي على البيت بتاعها وبتاع ابوها وامها الله يرحمهم وتقرأ لهم الفاتحة وهي شايفة ناس تانية غيرهم عايشين فيه، مكانتش عارفة هل دول حد من قرايبها؟؟؟ ولا دول ناس اشتروا بيتهم اللى كانت بتتمنى تفضل عايشة فيه فى حضن امها وابوها اللى كان فيهم حنية الدنيا بحالها عليها، اتحركت للقرية اللى قالت لها سعاد عليها، وراحت على العنوان اللى معاها وفعلا قابلت الحاج حسين، وعرفته على نفسها وكان الحاج حسين راجل محترم وابن حلال، اتكلم معاها بهدوء وقال:
– يا مرحب بيكي وبأي حد من طرف الست سعاد، انتي جاية من طرف ست غالية علينا، وعلشان كده اعتبري انك هنا فى مكانك وفى بيتك.
حواء:
– كتر خيرك يا حاج، انا بس عايزة اعرف ازاي الاقي مكان اعيش فيه؟ وازاي اقدر الاقي شغلانة اكل منها عيش؟
الحاج حسين:
– اعتبري ان كله موجود، الاوضة خدي مفتاحها، هتكون عتبتها خير عليكي، اللى مشيت منها قبلك مشيت على بيت جوزها، وان شاء الله انتي متخرجيش منها غير على بيت جوزك.
اتكسفت حواء وابتسمت، اتكلم الحاج حسين وقال:
– ارتاحي النهاردة، وبكرة بأمر الله نقعد نتكلم ونشوف ايه اللى بتعرفي تعمليه، ومحلولة بأمر الله متشيليش هم حاجة.
فعلا وصّل الحاج حسين حواء للأوضة اللى هتعيش فيها، اوضة فيها اقل الامكانيات، كنبة عربي وحصيرة على ارض اسمنتية، وسبرتاية صغيرة ولمبة جاز ومعاهم بابور جاز صغير برضو، وترابيزة تحت شباك الاوضة عليها حلتين وكام طبق وشوية معالق وكوبايتين، وحمام مقفول مكان الباب بتاعه بملايا، بصيت حواء للأوضة، وبصيت للحاج حسين وقالت بأبتسامة ورضا:
– حلوة، بس دي اول مرة انام فيها فى مكان لواحدي، انا خايفة.
رد الحاج حسين:
– متخافيش، البلد هنا امان، ومحدش يقدر يخبط عليكي بابك، نامي وحطي فى بطنك بطيخة صيفي، والصباح رباح.
سابها الحاج حسين وساب كيس على الكنبة قبل ما يخرج وهو وبيقول:
– كلي لقمة بقى قبل ما تنامي.
خرج وقفل الباب وراه، وابتديت حواء تتفرج على الاوضة الصغيرة وتبتسم وهي بتكلم نفسها:
– والله وكبرتي يا حواء وبقى مكتوب عليكي تعيشي لواحدك بين اربع حيطان، استرها معايا يارب.
فعلا غيرت هدومها بعد ما استحميت وفتحت الكيس اللى الحاج حسين سابه وقعدت تاكل سندوتشات الفول والطعمية اللى جوة الكيس، شبعت وحمدت ربها ونفضت الكنبة وحطيت المخدة ورميت رأسها عليها وراحت فى النوم علطول من الفرهدة والارهاق اللى حسيت بيهم فى اليوم ده، والحمد لله انها كانت تعبانة علشان تقدر تنام بسهولة، وطلعت النهار وفتحت عنيها بطاقة كانت خلصانة منها الليلة اللى فاتت، نامت حواء وشبعت نوم ومفتحتش عنيها غير لما خلصت كل النوم اللى كانت محتاجاله، اتوضيت وصليت زي ما اتعلمت فى الدار، خلصت وخرجت من الاوضة وراحت على الحاج حسين صاحب البقالة اللى فاتح قبل اوضتها بكام متر، كانت متفائلة حواء وحاسة انها هتبتدي حياة جديدة، وصلت عند الحاج حسين:
– السلام عليكم يا حاج.
الحاج حسين اللى كان قاعد يشرب كوباية شاي:
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا اهلا وسهلا بضيفتنا.
ابتسمت حواء وقالت:
– اهلا بيك يا حاج، عرفني بقى انا هشتغل ايه؟
الحاج حسين:
– طيب تعالي كُلي لقمة معايا الاول، وخلي الكلام فى الشغل ده بعد ما تشربيلك كوباية شاي حبر تعدل دماغك.
فعلا بعد اصرار الحاج حسين على حواء اللى كانت رافضة تاكل تاني من غير ما تدفع فلوس وافقت احتراما لفرق السن بينه وبينها، قعدت فطرت وشربت شاي ورجعت سألت:
– هشتغل ايه بقى يا حاج؟
الحاج حسين:
– ماشاء الله عليكي، اول ما تطلعي كده من الدار تدوري على الشغل؟ طيب مش عايزة ترتاحي شوية من الهم اللى شوفتيه؟
حواء:
– هم؟! لاء والله انا مشوفتش هم فى الدار، دول كانوا احن عليا من اهلي، كانوا اهلي اللى بجد.
الحاج حسن ابتسم:
– ماشي يا ست البنات يا اصيلة، زين ما اختارت الست سعاد، واحدة غيرك كانت طلعت قالت فيهم اللى ميتقالش، حاكم الملاجئ دي ياما بيتقال عنها وعن اللى بيشتغلوا فيها…
قاطعته حواء وقالت:
– كانوا كلهم حنينيين علينا ولا كأنهم هما اللى خلفونا.
الحاج حسين:
– يسلم اصلك يا حوا، شوفي بقى يا بنتي، هتشتغلي شغلانة اللى سبقتك، انا لا صاحب املاك ولا عندي اراضي، انا كل اللى حيلتي الدكانة دي وشوية مواشي هما اللى ربنا سخّرهم علشان يكونوا باب رزق ليا وليكم ان شاء الله.
حواء:
– ربنا يباركلك يا حاج حسين، ان شاء الله ربنا هيزيدك من نعيمه، ايه هي الشغلانة، انا بعرف اعمل كل حاجة وانضف واطبخ واغسل….
قاطعها الحاج حسين وقال:
– لالا يا بنتي، انتي مش هتشتغلي فى بيوت الخلق، انتي كل اللى هتعمليه انك هتروحي توزعي اللبن على بيوت البلد والحساب هيدفعوه كل اسبوع، وانتي هتاخدي مني يومية تكفيكي متقلقيش هتعرفي تعيشي وسطينا وتكفي نفسك وطلباتك.
فرحت حواء ورضيت كعادتها وهي طول عمرها راضية، الحاجة الوحيدة اللى كانت مش عارفة هتعملها ازاي هي انها تتعامل مع الناس وتتحرك بالعجلة اللى هتحمل عليها ازايز اللبن، والحاجتين دول طمنها من ناحيتهم الحاج حسين لما قال:
– بصي يابنتي، بلدنا صغيرة، مش هتتعبي فى التوزيع يعني، العجلة انتي مش هتركبيها انتي هتتحركي بيها علشان بس متمشيش انتي شايلة، والناس اللى فى البلد هبقى انزل معاكي انا اول يوم علشان اعرفك عليهم بس وتعرفي مين بيوت الزباين اللى هتدخليها.
حواء:
– ماشي يا حاج حسين، كتر الف خيرك.
وجه تاني يوم وابتدى الحاج حسين يعرف حواء على كل بيت من بيوت القرية بتاعتهم وهي كان عندها القبول الكافي اللى يخلي كل الزباين تعاملها بترحيب وكرم، بالعكس ده كمان ابتدوا كمان من اول مرة يدفعولها اكراميات خاصة بعد ما الحاج حسين عرفهم عليها وعرفوا نبذة عن حياتها، ما هي برضو غريبة عن البلد ولازم اهل البلد يعرفوا حكاية الغريب اللى بيدخل بلدهم الصغيرة، دي بلد مقفولة عليهم والضيف اللى بييجي لازم يبقى معروف هو مين، وحالها وحكايتها خلاهم يتعاطفوا معاها ويعاملوها بحب…ودي كانت البداية

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جريمة في العلن)