رواية ضمير ميت الفصل الحادي عشر 11 بقلم دنيا آل شملول
ضمير ميت
الحلقة الحادية عشر :
جلست بجانب أختها في المساء وأخذت تعبث بمفاتيح السيارة تارةروبهاتفها تارة أخرى .
بدور بضيق :
صدعتيني يا شدا .. بطلي بقا .
شدا :
بدور .. عايزة مساعدتك .
بدور بعدم فهم :
في إيه ؟!!
شدا :
تمثيل .
بدور :
نعم ياختي؟!
شدا :
انتي أكتر حد أثق فيه يابدور .. بصي إحنا عايزين نعرف اللي بيحصل جوه مستشفى الصاوي .. لؤي الظابط اللي ماسك قضية دالين عايز يعرف كل حاجة بتحصل جواها .. وهيساعدنا نلاقي دالين .
بدور بتهكم :
حاجة قصاد حاجة يعني ؟!.. على فكرة بقا ده شغله أصلا .. إحنا مش مجبرين نعمله حاجه .. وبعدين ده ظابط المفروض …
قاطعتها شدت بنفاذ صبر :
بدور .. أنا مش جاية آخد درس .. أنا جاية أطلب مساعدتك .. في شك تجاه فراس إنه يعرف مكان دالين .. والظابط عرف حاجات وعايز يتأكد منها جوه المستشفى .. فهمتي ولا لسه ؟
بدور :
وأنا إيه المطلوب مني؟
شدا :
حلو أوي .. مطلوب منك ياستي تدخلي المستشفى دي وتظهري كممرضة عادي جدًا .. ولؤي هيظبطلك ورقك كله .. وهتحاولي تعرفي كل حاجة بتحصل .. وده طبعًا عايزينه في أسرع وقت ممكن .
بدور :
تمام .. أمته بقا ؟
شدا بسعادة :
من بكره .
بدور :
بسرعة كده؟!!!
شدا :
أيوه .. استني بقا لما أبلغ لؤي .
هاتفت شدا لؤي وأخبرته بأن كل شئ لديها قد تم علي أكمل وجه فأخبرها هو الآخر بأنه سيبدأ في إجراء الأوراق اللازمة لبدور وسيهاتفها مجددًا .
ما لبثت أن أغلقت مع لؤي حتى أتاها اتصال من فراس .
شدا :
ألو .
فراس بهدوء :
كل حاجه تمام ؟
شدا وهي تتحرك بالهاتف بعيدًا بعض الشئ :
أيوه .. كله تمام .. ودلوقتي أنا كلمت بدور ووافقت وكلمت لؤي وهيبدأ في الأوراق بتاعتها .. كده باقي دور حضرتك واللي هيتمثل في إنك تقبلها .
فراس :
متقلقيش .. كله هيبقى تمام .
أغلقت شدا مع فراس وهي تدعو من داخلها أن يتم كل شئ على أكمل وجه لينتهوا من كل هذا .. والآن بقيت لديها خطوة عليها أن تفعلها .. وهذه الخطوة لن يعرف بها أيًا من لؤي أو فراس .
عادت حيث تجلس بدور ثم استقلتا السيارة بهدوء واتجها للمستشفى حيث فاتن .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
توالت الأيام ..
خرجت فاتن من المستشفى وهيأوا لها جوًا مريحًا في المنزل حتى تتعافى تمامًا ..
بينما زُرعت بدور داخل مستشفى الصاوي .. وبدأت في متابعة كل شئ بدقة وقد كان فراس يساعدها في الخفاء .. حتى ظنت أنها حقًا ممرضة بعدما تعلمت كل شئ في وقت قياسي .
بينما صدرت أوامر عليا بإغلاق القضية وتقييدها ضد مجهول وقد نفذ لؤي الأمر ..
وتفرغ لعمله الغير معلوم بالنسبة لأحد سوى شدا التي تنقل أخبار لؤي لفراس باستمرار .. لكنها تحتفظ ببعض الأشياء لنفسها دون أن تُصرح لأي منهما عنها .
في حين كان عمرو منشغل بقضايا عديدة وقلَّت زياراته لغرام وأصبحا يتحدثان قليلاً أيضا مما أزعج غرام كثيرًا ولكن فراس لا يُعطيها فرصه لأن تحزن أبدًا .
بينما حاولت دالين ان تشغل أوقات فراغها بكل شئ يمكن أن تفعله بداخل الڤيلا .. ولم يذهب فراس إليها منذ أن اتفق مع حازم وشدا علي ذلك .. أصبحت تشعر بالوحدة حقًا .
ولا يزال كل من سمر ومراد منغمسان في قذارتهما معًا .. وفاتن لم تتحدث أبدًا عما رأته .. لكنها لا تتحدث أبدًا أيضا مع والدتها وتحاول جاهدة أن تبتعد قدر المستطاع عن أي مكان قد توجد فيه ..
في حين انشغل عاصم بترتيبات ڤيلتهما وهو يحاول التوفيق بينها وبين العمل أيضًا .. فوالده قد سافر وترك عبء الشركة بأكملها عليه .. وأصبح يرى شيرين أكثر الوقت بسبب طبيعة العمل .. لكنها تختلق الحجج لأجل أن تتقرب إليه وهو يلاحظ هذا لكنه لا يُعطي للأمر أهمية .
بينما روح تجلس في منزلها ويتردد عليها شادي بين حين وآخر .. وكذلك شريف الذي عرض عليها العمل معه في شركته وقد وافقت بعد إصرار طويل منه حتى تشغل وقتها وقد استحسنت الفكرة بالفعل وبدأت في العمل معه وأصبحا يتقابلان كثيرًا وهذا ما يجعل الروح المعنوية لشريف عالية جدًا ..
أما عن رأفت فقد سافر في مؤتمر طبي خارج البلاد لأسبوعين كاملين وقد كانت هذه فرصة فراس لتنفيذ خطته التي أوشكت على الإنتهاء .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت تنزل الدرج بدندنة عالية وابتسامة واسعة .
جومانه بحب :
كل سنه وانتي ضحكة منورة البيت ده كله ومدياه الروح ياحبيبة قلب ماما انتي .
قفزت غرام بين أحضانها بسعادة وهي تقول بمرح :
وانتي جنبي ومعايا ياقلب بنوتك يارب .
جومانه :
لابسه ورايحة فين دلوقتي؟
غرام :
عندي كام حاجة هعملها واجي عشان أجهز لمفاجئة فراس .
جومانه :
خلي بالك من نفسك ياحبيبتي .
غرام :
حاضر ياجوجو .. سلام ياشابة .
ضحكت جومانه على ابنتها التي مهما مر عليها الوقت فهي تحتفظ بمرحها وشغفها للحياة ..
أخذت تدعو لها من قلبها أن يحفظها ولا يضرها فيها أو في فراس .. وقد تذكرت فارس وأخذت تبكي بصمت كعادتها .
وصلت غرام لوجهتها ودلفت للڤيلا وترجلت بسرعة وهي تدندن بمرح ..
قابلتها السيدة ابتهال بابتسامة مرحبة : أهلا اهلا بست البنات والحلوين .
غرام بابتسامة :
ربنا يخليكي ياست ابتهال .. أمال دالين فين ؟
السيدة ابتهال :
هتلاقيها في أوضتها يا بنتي .
صعدت غرام للأعلي ودلفت للغرفة بعدما أذنت لها دالين بالدلوف وقد برقت عينيها ببريق سعادة حقيقية وهي تراها أمامها .. احتضنتا بعضهما وكأنهما صديقتين منذ سنوات .. ثم جلست غرام إلى طرف الفراش وجلست إلى جانبها دالين ..
غرام بحماس :
بصي أنا جاية النهارده عشان ده أهم يوم في حياتي كلها ولازم تساعديني .
دالين :
أكيد لو أقدر عمري ما أتأخر .
غرام :
لا تقدري .. بس ركزي معايا .
أخبرتها غرام بما تريدها أن تفعل لتنظر دالين للفراغ بشرود .
غرام بهدوء :
ها .. هتساعديني ؟
دالين :
أيوه بس أنا أعمل كده إزاي .. لا لا مقدرش ياغرام .. حرام بجد .
غرام :
دالييين بقا .. يعني هتخافي على أخويا أكتر مني؟.. عشان خاطري يا دالي عشان خاطري .
دالين باستسلام :
حاضر ياستي خلاص .
قفزت غرام بمرح وهي تُحاصر كتفي دالين بذراعيها وقبلتها في وجنتها قبلة طويلة أصدرت صوتًا وهي تبتعد .
ضحكت دالين عليها ثم بدآ في تنفيذ الخطة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت تسير في رواق المستشفى تقرأ تقريرًا ما لإحدى حالات المرضى .. وفجأه اصطدمت بشخص ما .. فوقع الملف أرضًا .. وبينما تميل لتأتي به فإذا بمن صدمها رفعه سريعًا عن الأرض ناظرًا فيه بهدوء قبل أن يقول بنبرة جادة وحاده :
التقرير ده أنا مستنيه بقالي ساعة .. تقدري تقوليلي اتأخرتي ليه ؟
بدور بارتباك نجحت في إخفائه سريعًا :
آسفه يادكتور .. بس بمجرد ما كلموني أنزل أجيبه نزلت فورًا .
وليد بهدوء :
انتي خدتي الموضوع جد ليه كده .. أنا كنت بهزر مش أكتر .
نظرت له بدور بضيق .. أينقصها هذا المتعجرف الآن .. هي تتعامل هنا مع الجميع بخروج الروح .. فهي تعد الأيام حتى تخرج من هنا .. فقط ستتحمل من أجل دالين .
بدور :
حضرتك خدت التقرير ؟
وليد :
أها .
بدور :
تمام .. بعد إذنك بقا .
تركته في ذهوله وذهبت .. هل كان ثقيل الدم معها الآن !!.. لقد كان يمازحها فقط .. غادر هو الآخر متجهًا لمكتبه .. بينما ابتسم مهاب الذي كان يراهما من فتحة صغيرة من باب الغرفة التي كانا يقفان أمامها للتو ..
مهاب في نفسه :
امممم .. شكلك هتقع قريب ياوليد .
ابتسم بخبث ثم دلف مجددًا للغرفة يتابع ما كان يفعله .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت تجلس في غرفة ابنتها تبكي كعادتها حيث دلف إليها ماجد وقد بدا الضعف جليًا عليه ..
ماجد بتعب :
حياه .
حياه دون أن تلتفت إليه :
ملكش دعوه بيا .. أخرج برا .
خرج ماجد باستسلام .. فمهما حاول التخفيف عنها لا تستمع إليه .. هو من يحتاج لمن يخفف عنه .. هو والدها أيضًا .. بالإضافة لكونه يعلم أن ابنته كانت ضحية أعماله الغير مشروعة .. هو من أضاعها لا غيره .. يستحق أن يشعر بما يشعر به الآن .
الخادمة راجيه :
شدا هانم تحت يابيه .. عاوزة تشوف حياه هانم .
أماء ماجد وهو يقول بهدوء :
حياه في أوضة دالين .
غادر بعد كلماته فدلفت الخادمة لغرفة دالين بعد عدة طرقات خفيفة وأخبرت حياه بوجود شدا ..
خرجت بسرعة وهي تقول بلهفة :
شدا .. لقيتي بنتي مش كده ؟
اكتسى الحزن وجه شدا على الفور .. تشعر بتأنيب الضمير .. فوالدة دالين أصبحت شاحبة جدًا وضعيفة تماما وقد بدت علامات تقدم العمر تظهر عليها .
شدا بخفوت :
للأسف لا .. بس هنلاقيها صدقيني .
حياه :
يارب يا بنتي يارب .
شدا بارتباك ولا تعلم من أين تبدأ :
اا .. هو .. اا .
حياه :
مالك ياشدا ؟!! .. عايزة تقولي إيه ؟
شدا :
أبدًا يا طنط بس كنت عايزه أسألك عن حاجة كده .
حياه :
إيه هي .. اسألي .
شدا بهدوء :
حضرتك تعرفي واحد إسمه رأفت الصاوي ؟
تبدلت ملامح حياه على الفور للبغض والغل والنفور والضيق .. مما أكد لشدا بأن والدة دالين سيكون لديها طرف الخيط الذي ستتسلسل الأحداث منه .
شدا بهدوء :
إيه يا طنط متعرفهوش صح ؟
حياه :
انتي تعرفيه منين يابنتي ؟
شدا :
وصلتني معلومات مش كويسة عنه .. والمفروض أكتب عنه في مقالة جديدة .. وأنا مش واثقة أوي من المصادر اللي جابتلي الكلام ده .. فقلت أسأل حضرتك .
حياه :
واشمعنا أنا يا شدا اللي جيتي تسأليني؟
شدا بارتباك :
اا .. أصل أنا شفت عمي ماجد مره وهو معاه .. فقلت ممكن تكوني عرفاه أو حاجه .
حياه بتأكيد :
أيوه فعلا أعرفه .. منه لله الظالم المفتري .. ربنا ينتقم منه أشد انتقام .
شدا :
طب .. طب هو عمل أي يا طنط ؟.. يعني إيه اللي حضرتك تعرفيه عنه؟!
حياه :
اللي أعرفه انه راجل ضلالي بايع شرفه وضميره .. ويبيع نفسه عشان الفلوس .
شدا :
ليه بتقولي كده ؟
حياه :
عشان هو فعلا كده .
شدا :
طب ممكن توضحيلي أكتر .
حياه :
مينفعش يابنتي أتكلم في الحاجات دي دلوقتي .. دي حاجات عدا عليها سنين .. وكمان عمك ماجد ممكن سمعته تتمس في الموضوع ده .
شدا بتركيز :
عمو ماجد؟؟ يعني إيه ؟؟
حياه :
ولا حاجة يابنتي .. انتي بس خلي بالك من نفسك وبلاش تكتبي عن الراجل ده خالص .. ده قادر ومفتري وممكن يأذيكي .
شدا حينما شعرت بققدان الأمل .. قررت اللعب بآخر كارت متاح لديها فقالت بخفوت :
ولو قلتلك في احتمال إن يكون رأفت الصاوي ليه يد في اختفاء دالين ؟
حياه بعدم استيعاب :
ليه لأ .. ما هو بني آدم قذ …
قطعت كلماتها حينما استوعبت ما تفوهت به شدا لتتابع بترقب :
انتي قلتي إيه ؟
شدا بهدوء :
دالين اتخطفت من قدام مستشفى الصاوي .. كانت مع بدور وحازم وخرجت لوحدها .. أنا لما شفت الكاميرات بحثت عن نمرة عربية شفتها مشيت بعد عربية دالين على طول كانت تبع الصاوي .. أنا قلت هو مجرد احتمال .. بس ناخده بعين الاعتبار .
حياه وهي تتذكر حينما كانت ذاهبه لماجد غرفة مكتبه وقد سمعت ماجد يتحدث إلى أحدهم ويقول ” أنا للمرة الألف بقولك أنا إيدي بريئة من دم ابنك .. دالين بره حساباتنا .. خرجها بره اللعب ده . ” وبعدها فقدت الوعي حينما دلفت إليه تصرخ باسم ابنتها .
حياه فجأه :
هو .. هو رأفت هو .. هو رأفت أنا سمعت ماجد .. سمعته بودني .. أيوه سمعته بيقوله أنا ايدي بريئة من دم ابنك وخرج دالين بره حساباتنا .. سمعته .. أيوه سمعته والله سمعته .
شدا بعدم فهم :
دم ابن مين ؟؟
حياه بتنهيدة وهي تزدرد ريقها :
فارس .. فارس ابن رأفت .
شدا :
فارس مين ؟.. هو مش ابن رأفت اسمه فراس ؟
حياه :
فراس ده ابنه الصغير .. إنما فارس الكبير .
شدا :
ممكن تحكيلي ياطنط اللي حصل بالظبط عشان أقدر أجمع الخيوط مع بعض وأوصل لدالين .. متقلقيش أبدا على عمو ماجد .. أنا مش هجيب سيرة أي حاجة حضرتك تقوليها .. أنا بس أوصل لدالين وهقفل المواضيع دي كلها وننساها .
حياه ببريق أمل :
هحكيلك يا بنتي .. هحكيلك …..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يجلس إلى مكتبه في الشركة يراجع أوراق إحدى الصفقات .. أوقفه شئ ما غير طبيعي في هذه الأوراق .. فأرسل لشيرين كي تأتيه .
دلفت لمكتبه بغنجها المعتاد متحدثه بدلال اعتاد عليه :
أؤمرني .
عاصم :
مين وافق على صفقة التعاقد دي؟
شيرين وهي تميل للأمام على مكتبه :
وريني كده .
ألقى عاصم الورق أمامها على المكتب بضيق فأمسكت به تطالعه وهي على حالتها دون أن تعتدل :
ااه .. ده مراد بيه اللي وافق عليها .
عاصم :
ومراد بيه وافق عليها إزاي من غير ما يعمل اجتماع استشاري .
شيرين بلامبالاه :
معرفش هو قال دي صفقة مهمة بالنسباله ولما جاتله السفرية دي مفاجأة كده اداني الورق وقال خلي عاصم يمضيه في أسرع وقت .
عاصم :
لا .. الصفقة دي مرفوضة .
شيرين بانفعال لأول مره يراها به :
يعني أي مرفوضة .. هو اداهم كلمه .. إزاي تعمل كده !
عاصم بحده :
والله انتي مش هتعرفي شغلي أكتر مني .. الصفقه دي خسرانه خسرانه .. دي كشركه أمن على وشك الإفلاس .
شيرين بلامبالاه :
دي قرارات مراد بيه .. انت مش هتتأذي في حاجه .
عاصم بضيق :
شيلي الورق ده من قدامي واتقي شري ياشيرين .
شيرين :
أوك أوك ريلاكس هدي أعصابك .. شيلته أهو .. بس خليك فاكر أنا قلتلك مراد بيه قال إيه .
أنهت كلماتها بغمزك من عينيها وخرجت من غرفة المكتب بابتسامة خبيثة وهي تردد في نفسها :
هانت .. هانت أوي يابن الراوي .. الضربة الجاية هتكون الناهية .
بينما ألقى عاصم بجسده على كرسيه وهو يمسد بين عينيه بتعب .. أكثر من صفقه غريبة يتفق عليها والده في هذا الأسبوع ..
هل هو أسبوع القرارات الفاشلة أم ماذا ؟!!
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أعلن الهاتف عن اتصال .. فأجاب دون النظر إليه .. فهو كان منغمسًا في أوراق إحدى القضايا الجديدة .
لؤي :
ألو
شدا بهدوء :
لؤي بيه .. أنا قدرت أوصل لمعلومات تخص رأفت الصاوي توديه ورا الشمس .
لؤي :
انتي فين أنا جايلك .
شدا :
تمام .. قابلني في نفس الكافيه .
بالفعل ذهب لؤي ووجدها بانتظاره .. جلس سريعًا وهو يقول :
ها .. وصلتي لـ إيه ؟.. ومن مين؟
شدا بهدوء :
مامة دالين .
لؤي :
مامة دالين ؟.. وهي تعرفه منين ؟.. وانتي عرفتي منين بردو إنها تعرفه؟
شدا بنفاذ صبر :
هو اللي يهمك أنا عرفت منين ولا عرفت إيه ؟
لؤي :
شدا .. إنجزي .
شدا :
عمو ماجد طبعًا مهندس أدوات طبية .. ورأفت الصاوي دكتور جراح .. عمو ماجد هو اللي كان بيدعم مستشفى الصاوي بالآلات والإلكترونيات اللي بتحتاجها .. عمو ماجد كان بيشتغل مع الصاوي في شغل مش ولا بد .. بس طنط حياه مرضيتش تقولي بالظبط إيه هو .. المهم حصل بينهم تاتش من عشرين سنه ونهوا الشغل مع بعض .. وكان عمو ماجد ليه مبلغ عند رأفت .. ورأفت رفض يدفعه فهدده إنه مش هيسيبه .. تاني يوم على طول فارس إبنه خبطته عربيه مات فيها .. رأفت اتهمها في عمو ماجد عشان هو اللي هدده قبلها بيوم .. بس طبعًا مبلغش وقال حقي بإيدي .. طنط حياه عرفت بكل ده وقالت لعمو ماجد إنها خايفة على دالين .. وقتها دالين كانت بنت تلت سنين .. فضلوا يراعوها لحد ما كبرت شوية وسفروها بره البلد .. كملت تعليمها كله بره ورجعت من كام سنه بس .. وطنط حياه من فتره كانت رايحه لعمو ماجد مكتبه تسأله لو قدر يوصل لحاجه بخصوص دالين وسمعت عمو ماجد بيقول ” أنا برئ من دم ابنك وخرج دالين بره حساباتنا ” .. هي قالت أنا وقتها مستوعبتش ومفهمتش ومفكرتش عشان أصلا مكنش فيها دماغ وكمان الموضوع عدا عليه سنين .
لؤي بتنهيدة :
تقريبًا كده بدأت الخيوط تتجمع .. اممم .. رأفت خطف دالين إنتقامًا لابنه .. وفراس أنقذها منهم وخباها .. ورجالة أبوه أخدوا جثة كانت خارجة م العمليات ميته بسبب حرق مية نار وحطوها في العربية بعد ما ولعوا فيها عشان يمدوا فترة التحقيق ويفرعوا القضية لحد ما يوصلوا لدالين قبل الشرطة .. وفراس خبى البنت اللي خطفت دالين عشان هي حكتله كل حاجة .. والراجل التاني فص ملح وداب .. السؤال بقا إيه هو الشغل اللي يوصل ماجد إنه يقتل ابن رأفت عشان فلوسه .
شدا جاحظه عينيها بذهول :
ااا انت بتقول إيه ؟!
لؤي وقد انتبه لما تفوه به للتو :
ااا .. بصي يا شدا أنا عرفت كل حاجة حصلت يوم الحادثة .. ومخبتش عليكي قلة ثقة فيكي .. لا .. هو بس عشان يفضل عندك نفس عزيمة وصولك لصحبتك .. فهماني صح ؟
شدا بابتسامة جانبية :
أيوه طبعًا يا لؤي بيه فهماك طبعا .. ودلوقتي أنا قلتلك اللي عندي .. بعد إذنك .
تركته يلعن غبائه وذهبت وهي تشعر بالحزن حقًا .. لما غضبت منه هكذا ؟!! .. ألا تفعل مثله ؟!!.. ألا تخفي عليه هي الأخرى أنها تعمل مع فراس كذلك ؟!! .. ألم تخفي عليه كونها قد علمت بمكان وجود دالين وبأمر الحادث بأكمله ؟!!.. لماذا تلومه الآن .. إنها أسوء منه إن دخلا في مقارنة معًا .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يُنهي بعض التقارير أمامه استعدادًا للذهاب .. أعلن هاتفه عن اتصال ليقطع تركيزه .. أجاب على الفور حينما قرأ اسم المتصل ..
فراس بقلق :
ست ابتهال !! في إيه ؟؟
السيدة ابتهال بتوتر :
اا .. آسفه يادكتور إني بكلمك دلوقتي .. بس دالين ااا .
فراس بنفاذ صبر :
مالها دالين .. قولي !!
السيدة ابتهال : تعبانة أوي يادكتور ومش عارفة أعملها إيه .
فراس وهو ينهض حاملاً مفاتيح سيارته وغادر المكتب فورًا :
أنا جاي .. مسافة السكة .
أغلق معها وأخذ سيارته بسر مجنونه متجهًا للڤيلا .
وصل أخيرًا وخرج من السيارة ركضًا دون حتى أن يغلق بابها .
وما لبث أن دلف من الباب الداخلي حتى أُضئ المكان بألوان مختلفة متداخلة وصوت صفير عالٍ والكثير من البالونات والورود والزينة تسقط على رأسه .
وقف ثوانٍ يُحاول استيعاب ما يحدث حوله .
نظر أمامه ليجد غرام ودالين والسيدة ابتهال يقفون يصفقون بمرح على أنغام اغنية عيد الميلاد .. والأضواء لا تُظهر ملامحهم جيدًا .
” happy birthday to you
انزل يا جميل في الساحة
و اتمختر كدا بالراحة
أنا قد عينيك مع إني
نظرة عنيك دباحة
مالك طالع بالعالي
يا مالي قلبي ليالي
امرك يا جميل
happy birthday to you
يا وعدي على الايام دي
من غير ما نحس تعدي
تاخد اكتر ما بتدي
و انا و يا الايام وحدي
يا قمر الليل
يا قمر الليل الوردي
شاور للنجمة تهاد
امرك يا جميل
يا ربيع الحلم الاخضر
ان كان عالصبر رح اصبر
هات ايديك و افتح قلبك
الدنيا حتسهر جنبك
يا بحر ملوووووش
يا بحر ملوش نهاية
قلبي ملاح و حكاية
امرك يا جميل
happy birthday to you. “
انتهت الأغنيه مع تصفيق حار من ثلاثتهم وعادت الأضواء لتقترب غرام منه بسعادة وقفزت بين أحضانه وهي تقول بدموع :
كل سنه وانت سندي وقوتي وأماني وفرحتي ودنيتي وحياتي وعمري كله .. كل سنه وانت كمالي وضهري ودراعي وحته من قلبي .. كل سنه وأنا وانت واحد ولا يفرقناش أي حاجة أبدا أبدا .
ابتسم فراس وخرجت منه تنهيده ارتياح .
لقد كاد يتوقف قلبه منذ أن سمع ما سمعه من السيده ابتهال .. والآن كل شئ على مايرام .. وتلك الـ غرام ستفقده صوابه يومًا ما بأفعالها تلك .. فهو واثق تمامًا بأنها من فعلت ذلك .
ضمها إليه أكثر وهو يقول بهدوء :
ربنا يديمك ليا وميحرمنيش أبدًا منك ولا من وجودك في حياتي ياكل حياتي .
ابتعدت غرام قليلا ثم قالت بصوت خافت بحيث لا يسمعه سواه :
جيت على ملى وشك يعني .
فراس ببلاهه :
ها .. لا أنا ..
غرام مقاطعه :
انت دي هنتكلم فيها بعدين .. يلا تعالى .
أمسكت بيده ودلفا للداخل لتتبين له دالين التي ترتدي فستانًا أسود بدون أكتاف أو أكمام .. وقطعة قماش شفافه من التول تزين كتفها الأيسر فقط .. وينزل من الصدر إلى الخصر بضيق وقماشه التول مزينه بعُقَدٍ سوداء تشبه عُقَدْ تلك القماشة الموجودة على كتفها الأيسر .. ويتخصر الفستان بشريط ستان أسود وينزل من الخصر لما تحت الركبة باتساع .. وترفع شعرها للأعلي بتسريحة تشبه وردة ربما .. أخذ ينظر إليها بانبهار .. تشبه الملاك تلك الفاتنة الغبية .. هل عليها أن تبدو جميلة هكذا الآن .. هل ينقصه هذا .. لقد خطفته بطلتها العادية فماذا الآن .. تحمحم بخجل حينما رأى أنظار غرام والسيدة ابتهال موجهه نحوه .. فلقد أطال النظر إليها .
غرام بسرعة لتغير الموقف برمته :
جه وقت الهدية بقا .. أشارت بيدها ليدلف أحد الحرس بلوحة كبيرة مغطاه بورق ملون بألوان الطيف .. نظروا جميعًا تجاهها بترقب .
فأشارت غرام للرجل فأزال الورق بهدوء لتظهر صورة فراس المرسومة أمامهم بدقه وهو مُبتسم بصفاء .. نظرت دالين تجاه اللوحه بإعجاب شديد .. ليس باللوحه ورسمها فقط ..
بل لابتسامته التي تتوق لرؤيتها في الحقيقة بهذا الصفاء .. أدارت وجهها إليه لتتحقق أمنيتها تلك على الفور .. يا إلهِ إنه يبتسم ..
بحق ربك كفى .. قلبها يضرب طبولاً يكاد يترك قفصها الصدري ويقفز إليه يعانق ابتسامته الساحرة .. لما هو وسيم إلى هذا الحد القاتل ..
أفاقتها يد السيدة ابتهال وهي تقول بهدوء :
تعالي يلا نقطع التورته .
انتبهت دالين بسرعة فتحركت معها .. بينما عانق فراس غرام بقوة وأخذ يقبل رأسها بحب .
ثم ابتعد ونظر لها بإعجاب واضح .. أووو .. إيه الفستان ده .. إياكي عمرو يشوفك بيه .
ضحكت غرام بقوة وهي تقول بمرح وتدور حول نفسها :
ليه مش حلو ؟
فراس :
ده مش حلو .. دا أنا اللي نيله والله .
ضحكوا جميعًا بسعادةروبدأوا في تناول العشاء أولاً ثم تناولوا التورته التي صنعتها الفتاتان مع السيده ابتهال .. فقد كانت هذه فكرة دالين .. أن يقوموا بعمل كل شئ بالمنزل ولا داعي لشراء شئ .. فهكذا سيسعدون أكثر .. وقد كانت محقة تماما .
كان فراس ينظر إليها بين الحين والآخر بنظرات خاطفة .. وقد كان يشعر بسعادة حقيقة .. لا يعلم هل لوجودها معه في يوم كهذا أم لأنه يسعد في الأساس من طيفها هنا .
قاطعهم صوت هاتف فراس الذي أعلن عن اتصال ليفيقه من سعادته ..
خرج من الڤيلا بهدوء وأجاب .
فراس :
شدا !!.. في حاجه حصلت ؟
شدا :
فراس .. لؤي .. لؤي يعرف كل حاجه .
فراس بعدم فهم :
قصدك يعني يعرف إنك بتكلميني وكده ؟
شدا :
لأ .. عارف بتفاصيل حادثه دالين كلها .
فراس وقد تبدلت ملامحه في الحال وتحول للجمود وبدأ يقبض على يده بقوه حتى برزت عروقه .. وأغمض عينيه بقوه يتمنى كون ما تقوله كذب .. يتمني أن تكون هي الكاذبة .
شدا :
فراس إنت معايا ؟
فراس ببحته المميزه :
انتي عرفتي إزاي ؟
شدا :
مش انت قلتلي أقوله على كل حاجه حصلت بيني وبين طنط حياه ؟ .. أهو أنا قلتله بقا فهو بدأ يجمع الخيوط مع بعض بس بصوت عالي .. وأنا اتصدمت إنه عارف تفاصيل الحادثه وعارف تفاصيل اللي حصل مع الجثه كمان .
فراس :
تمام .. شكرا ياشدا .. هكلمك بعدين .
أغلق الهاتف وهو يشعر بأن الدنيا تسود أمام عينيه .. لقد وثق به وأفشى الأمر .. لقد أفشى الامر .
غرام من خلفه :
فراس .. حبيبي في أي ؟
فراس :
أنا رايح أقابل عمرو .
غرام :
طب لسه شويه حبيبي .
فراس :
لا .
غرام :
طب خدني معاك .
فراس وهو يحمل أغراضه :
يلا .
بينما جلبت غرام حقيبتها .. وشكرت دالين والسيده ابتهال وخرجت على الفور واستقلت السياره بجانب أخيها الذي تغير فجأة للنقيض تمامًا .. آثرت الصمت .. ففي هذه الحالة أي شئ ستقوله سينفجر فيها .. هي لا تخشي على نفسها من هذا .. لكنها لا تحب نظرة الندم في عينيه بعدها .. لذلك لم تتحدث .
وصلا أخيرًا لمنزل عمرو ونزلا بهدوء .. ربما هدوء ما قبل العاصفة .
طرقات متتالية على الباب .. فتحت السيدة حنان بابتسامة :
أهلا أهلا بحبايب قلبي .. تعالوا تعالوا اتفضلوا .. عمرو لسه مكلمني وقال على وصول .
دلفا بصمت .. ودلفت حنان لعمل مشروب ما .. بعدها دلف فراس للشرفة كي يجيب على هاتفه تزامنًا مع وصول عمرو الذي دلف ينادي على والدته بمرح لكنه صمت سريعًا وهو يرى غرام تقف أمامه بأجمل ابتسامة يمكن أن تكون .. تحمحم بخشونه وهو ينظر لها بانبهار .. هذا الفستان الكحلي من الصدر إلى الخصر وأبيض من الخصر إلي ما بعد الركبة .. بحمالتين عريضتين .. ويتزين من الصدر والظهر بفصوص بيضاء لامعة .. ومن الخصر إلى الأسفل بفصوص كحليه لامعة منتشرة بعشوائية .. وشعرها الذي ترفعه للأعلي بتسريحة تشبه النجمة في رسمتها وتترك العنان لبعض الخصلات لتتراقص على وجنتيها الوردية بحرية .
عمرو مصفرًا بإعجاب :
ده يوم سعدي ده ولا اييي .
أجفله صوت فراس الذي قال بحده :
تقدر تعتبره يوم نهاية العلاقة ما بينا .
رمشت غرام عدة مرات محاولة استيعاب ما يقوله فراس .
عمرو بعدم فهم :
قصدك أي ؟
فراس :
أنا جيتلك وأمنتك على سر يخصني .. وانت خنته .. تفتكر أي رد فعلي !
عمرو :
فراس لو سمحت الموضوع مش زي ما انت فاهم .. أنا …
فراس بحده :
انت من النهارده ملكش دعوه بيا أبدًا … سامع .
ثم وجه نظره لغرام الواقفة بينهما والدموع تلتمع في عينيها وتحدث بجمود :
ودلوقتي ياغرام .. يا أنا .. يا عمرو .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بعدما أنهت المكالمة مع فراس وضعت الهاتف في جيب بنطالها وقبل أن تتحرك خطوة .. جمدها صوته الذي خرج بغضب وحزن وخزلان ..
لؤي :
ليه بتعملي كده ؟
ازدردت ريقها بتوتر والتفتت لتواجه خضراوتيه التي تحولت للقتامه الآن ..
لؤي :
ليه ؟.. أنا أذيتك في حاجة ؟؟!
شدا بخفوت :
لـ لؤي .. أرجوك افهمني .. أنا ..
لؤي بغضب ونبرة عالية :
أفهم إييه .. انتي .. انتي بتشتغلي معايا وبتقوليلي اللي بيقولهولك فراس ؟ بتنفذي اللي بيقوله فراس؟
شدا :
لا والله مش كده … أنا ..
لؤي مقاطعًا بصوت مبحوح :
انتي متتكلميش تاني .. انتي صدمتيني فيكي .. ليه يا شدي دا أنا بخالف القانون عشانك .. عشان أشوف فرحة عينك بشوفة صحبتك ..
ابتسم بسخرية من نفسه ثم تابع .. صحبتك اللي تقريبا انتي عارفه مكانها اللي أنا بسعى كل ده عشان أعرفهولك وأنا مستغني عن سمعتي كعميد في قضية تحت إيدي اتقيدت ضد مجهول عشان فشلت .. فشلت لأول مره في حياتي .. وللأسف مش بس في شغلي .. فشلت كمان في اختيار ده .
أشار بيده تجاه قلبه مع نهاية حديثه لتتحرك بنظرها حيث يشير بسبابته لتترك العنان لدموعها في الهطول وأخذ مجراها .
تابع بألم وبحده في نفس الوقت :
لحد هنا ومبقتش عايز أعرفك تاني ياشدا .
ألقى جملته وغادر على الفور وقد اصطدم كتفه بكتفها لكنه لم يأبه بل أكمل طريقه إلى منزله .
أغمضت عينيها بألم .. هي حقا خدعته .. كانت تستغله معظم الوقت .. بالتأكيد إن أخبرته بكل شئ لكان الأمر مختلف الآن .. ربما لم يكن ليندم على شعوره نحوها والذي تأكدت الآن بأنها تبادله إياه بسبب الألم الذي تشعر به الآن بعدما أخبرها بأن الطريق بينهما قد انتهى .. يا للسخرية .. لقد انتهى دون حتى أن يبدأ .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
خرجت من غرفة الممرضات تستعد للذهاب فإذا بها تراه يقف في الممر مستنداً برأسه وجذعه إلى الحائط ويعقد يديه خلف ظهره .. تحمحمت ليعتدل سريعًا وهو يبتسم لها .
بدور بهدوء :
خير يا دكتور وليد .. حضرتك محتاج حاجه ؟
وليد بارتباك :
ااا .. لا .. لا أبدا .. أنا .. أنا كنت معدي بالصدفه بس .. بعد إذنك .
غادر المكان فورًا .. مما جعلها تعقد حاجبيها بعدم فهم ثم غادرت هي الأخرى .
في حين يجلس مهاب في غرفة استطلاع الكاميرات .. يراقب الموقف بابتسامة متسعة وهو يتمتم في نفسه :
البت حلوه بردو متتقاومش .. بس أنا بقا هستناك تستوي شويه ياوليد قبل ما ادمرك بيها .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
دلفت للمنزل بإنهاك فوجدت الأضواء مفتوحة فعلمت على الفور بأن شادي قد عاد .
روح :
شادي .. انت هنا ؟
شادي من الداخل :
أيوه يا روح الروح .
دلفت بابتسامة متسعة واحتضنته بحنان وهي تقول بسعاده :
انت اللي روحي وحياتي والله .
جلسا قليلًا فلاحظت بأنه مهموم بعض الشئ .
روح بهدوء :
حبيبي انت كويس ؟.. في حاجه مضيقاك .
شادي بتنهيده :
عملت صفقة مع شركات الراوي واتقبلت من كام يوم وخلاص كانت كل حاجه هتمشي .. بس معرفش أي اللي حصل واتلغت .
روح بتفكير : امممم .. مراد مسافر من فتره .. يبقي أكيد عاصم اللي لغاها .. خلاص حبيبي سيبها عليا أنا هتصرف .
شادي بضيق :
لا .. لا خلاص أنا هتصرف متشغليش بالك .
روح :
ليه بس .. عاصم كويس ومش هيرفض لما يعرف إن ..
شادي مقاطعاً :
خلاص يا أمي .. أنا قررت .. يلا هطلع أنام أنا .. بعد إذنك .
قبل جبهتها ثم صعد للأعلى لينال قسطًا من الراحة .. أخذ يفكر بعمق في تلك العداوة التي يكنها عاصم له .. أيُعقل أنه يعاديه من أجل والدته؟ .. لما لا .. حسنا إن كان كذلك فهو لن يقترب منها كثيرًا .. فهو ابنها على أي حال وهو أحق بحنان والدته منه هو .. بعدما هداه تفكيره إلى هنا أخذ قرار لا رجعة فيه أبدا .. استلقى إلى جانبه وغط في نوم عميق .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يتبع