لأول مرة.. صلاة العيد في قصر الشعب بدمشق تجمع السوريين

في أجواء مليئة بالتفاؤل واحتفالات عارمة، شهدت سوريا اليوم أول عيد فطر بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث اجتمع الآلاف من المواطنين السوريين بمختلف أطيافهم في المساجد والساحات العامة لأداء صلاة العيد. وبرزت مظاهر الأمل في الكلمات التي ألقاها قيادات دينية وسياسية في العاصمة دمشق، مشددين على ضرورة العمل من أجل بناء مستقبل جديد للسوريين.

القيادات السورية تؤدي صلاة العيد في دمشق

بحضور عدد من كبار المسؤولين السوريين، بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس مجلس الإفتاء الشيخ أسامة الرفاعي، شارك الشيخ الشرع في صلاة عيد الفطر التي أُقيمت في دمشق وسط أجواء مهيبة. وفي خطبته، هنأ الشيخ المصلين بقدوم العيد، واصفًا المناسبة بـ”نصر الفاتحين”. كما دعا إلى استحضار القيم النبيلة التي يحملها العيد والعمل من أجل ترسيخ السلام والمحبة والكرامة في الدولة السورية الجديدة.

وأكد الشيخ في خطبته على أهمية العمل المستمر لبناء البلاد بعد انهيار النظام السابق، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود من جميع السوريين، قائلاً: “نحن في مرحلة البناء بعد أن هدمها النظام البائد.. والجميع في سوريا مدعوون للمشاركة في هذا البناء”. جاءت هذه الكلمات لتعكس تطلعات السوريين في بدء فصل جديد يسوده الأمل والاستقرار.

تفاعل شعبي واسع خلال صلاة عيد الفطر

احتشد الآلاف من السوريين في مختلف المدن لأداء صلاة العيد، حيث حددت وزارة الأوقاف المواقع الرئيسية لإقامة الصلاة، مما أضفى لمسة تنظيمية على المناسبة. من أبرز المساجد والساحات التي شهدت تجمعات كبيرة كانت في دمشق وحلب وحمص، حيث شارك المواطنون بفرحة وأمل في بداية عهد جديد. هذه المشاركة المكثفة جاءت نتيجة الشعور بالحرية والانفتاح عقب سقوط النظام السابق.

وتميزت المناسبة بالروح الإيجابية التي عبر فيها السوريون عن تفاؤلهم، في وقت تستعد فيه البلاد لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تراكمت خلال السنوات الماضية.

دعوات لإعادة البناء والعمل المستمر

ركزت الكلمات والخطب التي أُلقيت خلال صلاة العيد على أهمية العمل الدؤوب لإعادة بناء سوريا. ووجه الشيخ الشرع دعوة واضحة للسوريين قائلاً: “العمل ثم العمل ثم العمل.. كي يتقبله الله عز وجل”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب جهدًا مضاعفًا من الجميع لإنشاء دولة تقوم على العدل والمساواة.

هذا العيد يجسد بداية جديدة للشعب السوري، حيث تتضافر الجهود من مختلف قطاعات المجتمع لإحياء الأمل وتحقيق النهضة المنشودة. ومع تأكيد القيادات السورية على أهمية النصح والتوجيه بدلاً من المدح والإطراء، تتعزز الروح الوطنية التي أصبحت رمزًا لهذا العصر الجديد.