أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، موجة واسعة من الجدل مجددًا، بعد إطلاق سلسلة من التصريحات المثيرة للدهشة بشأن قضايا سياسية دولية وطموحاته المستقبلية. من تهديده باستخدام القوة العسكرية ضد إيران، إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية ثالثة، ووصولًا إلى طموحه لضم جزيرة غرينلاند. هذه التصريحات فتحت أبواب التساؤلات حول توجهاته المستقبلية وتأثيرها على السياسة العالمية.
تهديدات ترامب لإيران تتصدر العناوين
في تطور جديد ومثير، هدد دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية غير مسبوقة على إيران، ما لم توافق على اتفاق بشأن برنامجها النووي. وصرح قائلًا: “إذا لم يوافقوا على اتفاق، فسيكون هناك قصف لم يشهدوه من قبل”. جاء هذا التصريح ليعيد التوترات إلى الواجهة بين واشنطن وطهران.
في المقابل، أوضح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن طهران ليست مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع إدارة ترامب حتى يتم تصحيح الأخطاء السابقة من قبل واشنطن. وعلى الرغم من هذا الموقف، أبدت إيران انفتاحًا تجاه التفاوض غير المباشر شرط تهيئة أرضية مبنية على الثقة. الرد الإيراني جاء عبر وسيط سلطنة عُمان، مما يعكس استمرار التعقيدات في هذا الملف الشائك.
ترامب وترشحه لولاية رئاسية ثالثة
من بين تصريحاته المفاجئة، أشار ترامب إلى رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثالثة، رغم القوانين الدستورية التي تقضي بتحديد عدد فترات الرئاسة إلى اثنتين فقط. وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة “ديلي ميل”، قد يستغل ترامب ثغرة قانونية تتيح له الترشح كنائب رئيس، ليعود إلى السلطة لاحقًا.
وقانونيًا، ينص التعديل الثاني والعشرون من الدستور الأمريكي على منع الرؤساء من تولي فترات متتالية بعد الثانية، إلا أن بعض المحللين أكدوا وجود إمكانية استفادة ترامب من هذه المعضلة لتحقيق طموحاته السياسية، إذا ما حصل دعم قانوني وسياسي كافٍ.
رغبة ترامب في ضم جزيرة غرينلاند
لم يتوقف الأمر عند إيران أو الرئاسة، بل امتد إلى غرينلاند، حيث كشف ترامب عن طموحه لضم الجزيرة التي تُعد جزءًا هامًا من الأراضي الدنماركية. وقال في مقابلة مع قناة “إن بي سي”: “نرى في ضم غرينلاند فرصة استراتيجية لا تقدر بثمن، ولا أستبعد خيار القوة العسكرية”.
رئيس وزراء غرينلاند، ينس فريدريك نيلسن، ردّ بحزم، مؤكدًا أن الجزيرة ليست للبيع، وأنها “مصيرها سيظل بيد ساكنيها فقط”. كما انتقد وزير الخارجية الدنماركي خطط ترامب، مشيرًا إلى أنه بدلًا من التفكير في السيطرة الجيوسياسية، يجب توطيد التعاون الاستراتيجي القائم بين الولايات المتحدة والدنمارك.
من الواضح أن تصريحات ترامب تعكس مزيجًا بين الطموح السياسي والتكتيك الاستراتيجي، إلا أنها تلقي بظلال ثقيلة على العلاقات الدولية، مما يثير تساؤلات عميقة عن تأثير هذه الأجندة على المستقبل السياسي له وللعالم.