سوفت بنك تستعد لاستثمار تريليونات في الذكاء الاصطناعي – هل ستغير المستقبل؟

تسعى شركة “سوفت بنك غروب” لإحداث نقلة نوعية في قطاع التكنولوجيا من خلال خططها لإنشاء مجمعات صناعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي عبر الولايات المتحدة الأميركية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيكاي”. تستهدف هذه المشاريع استثماراً مذهلاً قد يتجاوز تريليون دولار، مع توظيف روبوتات مزودة بقدرات الذكاء الاصطناعي لمواجهة أزمة نقص العمالة وتطوير البنية التحتية التقنية.

خطط “سوفت بنك” لتعزيز الذكاء الاصطناعي

كشفت التقارير أن ماسايوشي سون، مؤسس “سوفت بنك” ورئيسها التنفيذي، يعتزم زيارة الولايات المتحدة الأميركية لمناقشة رؤيته الطموحة المتعلقة بالمجمعات الصناعية المبتكرة. تهدف هذه المجمعات إلى بناء مصانع جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث ستعمل الروبوتات بشكل مستقل تماماً، مما يسهم في تقليل الاعتماد على القوى العاملة البشرية ورفع كفاءة الإنتاج.

تأتي هذه الخطوة استجابة لتحديات سوق العمل الأميركي، حيث تواجه القطاعات الصناعية نقصاً متزايداً في الأيدي العاملة، ما يجعل من تبني حلول تكنولوجية ذكية أمراً لا مفر منه.

استثمارات ضخمة لتمكين الذكاء الاصطناعي

في وقت سابق من هذا العام، أعلنت “سوفت بنك” عن شراكة استراتيجية مع شركتي “أوبن إيه آي” و”أوراكل”، بهدف تعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة من خلال استثمار ضخم بلغ 100 مليار دولار. وبحسب التصريحات، فإن هذا الاستثمار ليس إلا البداية، حيث يخطط الشركاء لزيادة المبلغ إلى 500 مليار دولار على الأقل لبناء مراكز بيانات ومقرات متقدمة، مع إمكانية توسيعه ليصل إلى تريليون دولار.

وتشير التقارير إلى أن رأس المال الأولي يأتي من ثلاث جهات رئيسية: “سوفت بنك”، و”أوبن إيه آي”، و”أوراكل”، جنباً إلى جنب مع مستثمرين حكوميين مثل شركة “إم جي إكس” من أبوظبي، بهدف تعزيز التعاون الدولي في هذا المشروع الاستثنائي.

مشروع الذكاء الاصطناعي الجديد في تكساس

تم اختيار ولاية تكساس لتكون موطناً لأول نظام حوسبي ضمن هذا المشروع الضخم. وتهدف الخطة إلى إنشاء بنية تحتية تكنولوجية متطورة تسهم في تطوير القدرة التنافسية للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يتم بناء مراكز بيانات ضخمة تعتمد على الطاقات المتجددة، مما يعكس التزام الشركات المشاركة بمبادئ الاستدامة.

إن تطلعات “سوفت بنك” وشركائها تنبئ بعصر جديد في التكنولوجيا، حيث يمهد مشروع الذكاء الاصطناعي العملاق لإنشاء نظام شامل يدعم الصناعات والابتكار على حد سواء. ومن خلال التوسع في هذه المشاريع، تتجه أميركا نحو تحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد الرقمي.

مع هذه الخطوة الطموحة، يبدو أن “سوفت بنك” وشركاءها سيغيرون قواعد اللعبة في قطاع التكنولوجيا، مما سيخلق فرصاً جديدة للنمو والابتكار ويسهم في تطوير مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.