في حدث ثقافي استثنائي يعكس قوة الشراكات الدولية، احتفل مهرجان أبوظبي وأوبرا باريس الوطنية بإنتاج مشترك للأوبرا الشهيرة “بيلياس وميليساند”، من إبداع المؤلف الفرنسي كلود ديبوسي. استضافت أوبرا الباستيل العرض الأول يوم 28 فبراير 2025، واستمرت العروض على مدى شهر كامل، مستقطبةً أكثر من 22 ألف ضيف، مع عرض خاص للشباب. هذا الإنجاز يمثل خطوة هامة في تعزيز التعاون الثقافي بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
نجاح أوبرا “بيلياس وميليساند” في تعزيز الشراكات العالمية
يُعد إنتاج أوبرا “بيلياس وميليساند” ترجمةً لرؤية مهرجان أبوظبي في تحقيق الإبداع عبر التعاون الثقافي. وقد حمل المخرج اللبناني الكندي وجدي معوض رؤية جديدة لهذا العمل الذي قُدّم لأول مرة عام 1902، مركّزاً على موضوعات الحب والمصير والمشاعر الإنسانية العميقة.
هذا الإنتاج المدعوم بقيادة المايسترو أنطونيلو ماناكوردا وبمشاركة نجوم عالميين مثل سابين ديفييل وهوو مونتاغ ريندال، أظهر انسجاماً فنياً رفيع المستوى، إلى جانب التصميم البصري الساحر لإيمانويل كلوس.
جدير بالذكر أن هذا التعاون يُعد الأول من نوعه بين أوبرا باريس الوطنية ومؤسسة ثقافية من الشرق الأوسط، مما يعكس التزام الإمارات بتعزيز الحوار الثقافي وخلق فرص استثنائية للتبادل الفني على المستوى العالمي.
أوبرا “بيلياس وميليساند” تعلن عن نجاحها رقميًا وعينيًا
مع استقطاب أكثر من 22 ألف مشاهد، لم يقتصر نجاح الأوبرا على المسرح بل امتد رقمياً، حيث أتيحت للجمهور عبر منصة “أوبرا بلاي” حتى 20 أبريل. هدى إبراهيم الخميس، مؤسس ومدير مهرجان أبوظبي، أكدت أن هذا التعاون يمثل نموذجاً للدبلوماسية الثقافية وترسيخ الإمارات كمركز عالمي للإبداع.
وأشارت الخميس إلى أن هذا الإنجاز يعزز دور المهرجان في بناء جسور التفاهم بين الشرق والغرب. كما صرّح ألكسندر نيف، مدير أوبرا باريس الوطنية، أن المشروع يعكس التزام المؤسستين بالتميز والإبداع الفني.
تعاون ثقافي يعبر الحدود
إنتاج “بيلياس وميليساند” يعكس التوافق الثقافي بين فرنسا والإمارات، كما أكده فهد الرقباني، سفير الإمارات بفرنسا، موضحاً أن هذا التعاون يضع أبوظبي في موقع الريادة الثقافية الدولية. من جانبه، أشار السفير الفرنسي لدى الإمارات، نيكولا نيمتشينو، إلى أن هذا العمل يعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين، مشيداً بجهود الإمارات لتوسيع الآفاق الفنية المشتركة.
تجسد هذه الخطوة التزام الإمارات باستخدام الفن كوسيلة لإثراء العلاقات الدولية، وبناء جسور بين الشعوب من خلال ثقافة غنية ومتنوعة.