صلاة التهجد في الحرم المكي: متى تبدأ خلال العشر الأواخر؟

تعد صلاة التهجد في الحرم المكي الشريف خلال العشر الأواخر من رمضان من أكثر الشعائر التي ينتظرها المسلمون بشغف، لما لها من روحانية وأجواء إيمانية تميزها عالميًا. في هذه الأيام المباركة، يجدد المسلمون تقربهم إلى الله عز وجل عبر قيام الليل وقراءة القرآن والدعاء، في مشهد يفوح بالإخلاص والخشوع، ويعكس عظمة الشهر المبارك وأهمية هذه العبادة التي تتحرى فيها ليلة القدر، خير الليالي.

مواعيد صلاة التهجد في الحرم المكي خلال العشر الأواخر

صلاة التهجد في الحرم المكي تبدأ عادة بعد انتهاء صلاة التراويح بفترة من الراحة، حيث تُقام في الثلث الأخير من الليل، ما بين الساعة 2:00 و3:00 صباحًا بالتوقيت المحلي. ويتسم هذا الوقت بأجواء روحانية خاصة حيث يشهد الحرم الشريف آلاف المصلين الذين يحرصون على حضورها. تتضمن الصلاة تلاوات بخشوع لآيات القرآن الكريم بمشاركة أئمة بارزين يشدون القلوب بأصواتهم العذبة. تستمر الصلاة حتى قبيل أذان الفجر، مما يجعل هذه الساعات فرصة ذهبية للتقرب إلى الله بالدعاء والتضرع.

صلاة التهجد في الحرم المكي واستشعار ليلة القدر

خلال الليالي العشر الأخيرة من رمضان، يزداد حرص المسلمين على صلاة التهجد لما لهذه الليالي من فضل عظيم وللاستعداد لتحري ليلة القدر، التي وُصفت في القرآن بأنها “خير من ألف شهر”. كما يتميز الحرم المكي بأجواء إيمانية استثنائية تعزز من خشوع المصلين، حيث يختتم جزء كبير من الصلاة بدعاء القنوت الذي يُلقي ظلاله على الحاضرين بالشعور بالسكينة والطمأنينة.

إضافة إلى ذلك، يقوم التلفزيون السعودي والعديد من القنوات الفضائية ببث صلاة التهجد مباشرة، ليتمكن المسلمون حول العالم من متابعة هذه الأجواء الروحانية الفريدة، والاستمتاع ببث حي لصلوات تعكس أصوات الأئمة الجليلة ودعواتهم المؤثرة.

فضائل وأهمية صلاة التهجد في العشر الأواخر

صلاة التهجد، التي تُؤدى في وقت السحر، تعد من النوافل التي تقرب العبد إلى ربه وتجسد معاني الطاعة والخشوع. وقد ورد في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل ليستجيب لمن دعاه ويغفر لمن استغفره، مما يُبرز أهمية استغلال هذا الوقت في العبادة واستشعار عظمة الله.

يحرص المسلمون من مختلف أنحاء العالم على أداء صلاة التهجد في الحرم المكي كإحدى التجارب الإيمانية الفريدة التي تجمع بين روحانية المكان والزمان، خاصة في هذه الأيام التي يحرص فيها المسلمون على جمع الحسنات والتضرع إلى الله بالدعاء.

تظل صلاة التهجد تجربة عميقة يشعر خلالها المسلم بأنه أقرب ما يكون إلى خالقه، تعكس الإخلاص وتفتح الأبواب لاستجابة الدعوات. إنها فرصة للارتقاء بالنفس واستثمار هذه الليالي العظيمة التي تحمل أسرار فضل لا يُحصى، تُختتم بالدعوة إلى استدامة أثر رمضان بعد انتهائه على قلوب ووجدان المسلمين.