في ليالي رمضان المبارك، يتهافت المسلمون لأداء صلاة التهجد، خاصة في الحرمين الشريفين، لما لهما من قدسية وروحانية تجعل التجربة إيمانية فريدة. ومع اقتراب العشر الأواخر، تحظى هذه الشعيرة بترتيبات مُحْكمة تضمن راحة المصلين وسلاسة أداء العبادة، مع الالتزام بإجراءات تنظيمية تهدف إلى الحفاظ على الأجواء الروحانية المميزة لهذا الشهر الفضيل.
مواعيد صلاة التهجد في الحرم المكي والنبوي
تنطلق صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان عقب صلاة التراويح مباشرة، حيث يلتزم المصلون بمواعيد محددة وفق الإجراءات التنظيمية التي تضعها إدارة الحرمين كل عام:
- الحرم المكي: تبدأ الصلاة بفاصل زمني قصير بعد التراويح، وتمتد حتى قبيل صلاة الفجر. يتم تقسيم الركعات بحيث يتسنى ختم القرآن الكريم مع نهاية الشهر.
- الحرم النبوي: تُقام الصلاة وفق جدول زمني دقيق يشبه نظيره في الحرم المكي، وتستمر حتى ما قبل أذان الفجر، مع تهيئة المساحات لاستيعاب الأعداد المتزايدة.
ينبع هذا الترتيب المُحكم من رغبة إدارة الحرمين في توفير تجربة عبادية استثنائية خلال هذه الليالي المباركة.
كيف يتم تنظيم صلاة التهجد في الحرم لضمان راحة المصلين؟
يشهد الحرم المكي والنبوي خلال العشر الأواخر زخمًا كبيرًا، مما يستدعي تنظيمًا دقيقًا لضمان سلامة المصلين وتوفير بيئة مناسبة. وقد اعتمدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خططًا متكاملة تشمل:
- مسارات مُنظَّمة: تسهيل حركة الدخول والخروج عبر مسارات مُحددة بمساعدة فرق الأمن والمتطوعين.
- توزيع متوازن: توجيه المصلين إلى مختلف الأروقة والساحات لتجنب التكدس، مع تخصيص مساحات خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
- تعقيم دائم: فرق النظافة تعمل على مدار الساعة لضمان بيئة صحية داخل وخارج أروقة الحرمين.
- الأجهزة الذكية لإدارة الحشود: تُستخدم تقنيات الكاميرات والخرائط الذكية لتتبع توزيع المصلين وتجنب المناطق المزدحمة.
- خدمات البث المباشر: تتيح منصات رقمية وتلفزيونية بث صلاة التهجد مباشرة، مما يُمكّن المسلمين حول العالم من متابعة هذه الشعيرة بدرجة عالية من الإيمان.
هذه الجهود لا تضمن فقط راحة المصلين، بل ترفع مستوى التنظيم بما يعكس الأهمية الكبرى التي توليها المملكة لهذه المناسبة الروحية.
إرشادات هامة للمصلين أثناء أداء صلاة التهجد في الحرم
لضمان تجربة مميزة للجميع خلال أداء صلاة التهجد، يجب على المصلين الالتزام بالإرشادات التالية:
- الحضور المبكر: لتفادي الازدحام والحصول على مكان مميز.
- اتباع التعليمات: التعاون مع رجال الأمن والمتطوعين لتسهيل التنظيم.
- الهدوء والاحترام: الحفاظ على قدسية المكان وتجنب إزعاج الآخرين.
- الحرص على النظافة: الالتزام بنظافة المكان وعدم ترك المخلفات.
- الوعي الصحي: البقاء في المنزل في حال الشعور بأي أعراض مرضية حفاظًا على سلامة الجميع.
الالتزام بهذه الإرشادات يساهم بصورة فعّالة في تحقيق الانضباط والحفاظ على قدسية الحرمين خلال هذه الليالي المباركة.
تُعد صلاة التهجد في الحرم لحظة روحانية لا تُنسى تجمع بين العبادة وجلال المكان. ومع التنظيم المحكم، يعايش المصلون أجواء من الخشوع والترابط، مما يجعل موسم رمضان في الحرمين تجربة ملهمة تُعزّز معاني الإيمان والتقوى.