الرباط وبكين تعززان التعاون باتفاقية جديدة في مجال النقل الجوي

في خطوة جديدة لتعزيز الربط الجوي بين آسيا وإفريقيا، وقّعت الخطوط الملكية المغربية وشركة خطوط جنوب الصين الجوية اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى تحسين الربط الجوي بين المغرب والصين، مع التركيز على تعزيز تبادل النقل والسياحة والتجارة. تأتي هذه الاتفاقية في إطار التعاون المتزايد بين الرباط وبكين، مستغلةً مكانة المغرب كبوابة رئيسية للقارة الإفريقية ودوره المحوري في مبادرات كبرى كالحزام والطريق.

تعزيز الربط الجوي بين المغرب والصين: التفاصيل والأهداف

الاتفاقية التي جرى توقيعها في الرباط تهدف إلى توسيع التعاون بين شبكات الخطوط الجوية للبلدين عبر تبادل الرموز، مما يتيح للمسافرين خيارات سفر أكثر تنوعًا ومرونة نحو الوجهات الصينية والآسيوية. ووفقًا لبيان الشركتين، سوف يتم العمل على تحسين تجربة السفر بمستويات جودة أعلى، بالإضافة إلى تحسين الخدمات المرتبطة بشحن البضائع والأمتعة.

يعتبر هذا التعاون خطوة استراتيجية تدعم جهود المغرب للتكامل مع الأسواق العالمية وتعزيز السياحة، لا سيما وأن الخطوط الملكية المغربية استأنفت في يناير الماضي أول خط جوي مباشر يربط الدار البيضاء بالعاصمة الصينية بكين مع ثلاث رحلات أسبوعية.

الربط الجوي ضمن مبادرة الحزام والطريق

كو غوانغجي، نائب المدير التنفيذي لشركة خطوط جنوب الصين الجوية، أشار خلال حفل توقيع الاتفاقية إلى أن هذه الشراكة تأتي انسجامًا مع أهداف مبادرة الحزام والطريق الصينية لتعزيز التواصل بين الصين والعالم. كما عبّر عن الطموح لإنشاء قاعدة متينة للتعاون المثمر بين الشركتين، بما يعزز التدفق السياحي والاقتصادي بين القارتين.

من جانبه، أكد حميد عدو، المدير العام للخطوط الملكية المغربية، أهمية هذه الاتفاقية في تقوية شبكة النقل الجوي بين إفريقيا وآسيا، مشددًا على دورها في تسهيل حركة السياح الصينيين تجاه المغرب، بالإضافة إلى دعم المبادرات الاقتصادية والتجارية المشتركة.

مبادرات سياحية ومشاريع مستقبلية تدعم هذه الشراكة

في سياق ذي صلة، أطلقت المملكة المغربية برنامج “المغرب أرض الأنوار” لاستقطاب السياح من وجهات جديدة، متزامنًا مع الجهود المبذولة لتحسين الربط الجوي وتعزيز السياحة المحلية. يتضمن البرنامج إنشاء 10 مكاتب جديدة في الخارج وزيادة حجم الرحلات الجوية، في حين تسعى السلطات المغربية إلى تكثيف التعاون مع شركاء دوليين.

تشكّل هذه الاتفاقية نقطة انطلاق نحو تكامل اقتصادي وسياحي أوسع بين الرباط وبكين، مما يرسّخ دور المغرب كبوابة استراتيجية تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا في آن واحد.