هريس رمضان: مبادرة تجمع الذكريات الإماراتية بعادات أصيلة في أجواء رمضانية

في خطوة تهدف إلى إحياء التراث الإماراتي وتعزيز الهوية الوطنية، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي النسخة الرابعة من مبادرة «هريس رمضان» في واحة العين. تأتي هذه المبادرة التي تركز على طبق الهريس المحلي بهدف تسليط الضوء عليه كرمز ثقافي وتراثي للدولة، خاصة بعد إدراجه في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في عام 2023. تسعى المبادرة لتوفير تجربة ثقافية متكاملة تحيي العادات الأصيلة المرتبطة بشهر رمضان المبارك.

«هريس رمضان» يبرز أهمية التراث الإماراتي العريق

تتميز مبادرة «هريس رمضان» بتركيزها على تقديم طبق الهريس المحلي، وتعريف الجمهور بطرق إعداده وأدواته التقليدية. كما تضيف بعداً جديداً من المعرفة من خلال التعريف بمراحل زراعة القمح، انطلاقاً من عملية الحرث الأولى وحتى إنتاج السنابل، ما يعزز ارتباط الزوار بالقيمة التراثية للطبق والموروثات المرتبطة به.
وفقاً لياسر النيادي، رئيس وحدة البرامج المجتمعية بدائرة الثقافة والسياحة، فإن هذه المبادرة تأتي استجابةً لحرص الدائرة على صون التراث الإماراتي للأجيال القادمة، حيث يعد الهريس من أبرز الأطباق الشعبية التي تحتفظ بمكانتها على موائد رمضان والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

توزيع أطباق الهريس لتعزيز روح الشهر الفضيل

تساهم مبادرة «هريس رمضان» في إحياء تقليد توزيع الهريس على زوار واحة العين كل يوم جمعة خلال شهر رمضان، ابتداءً من الساعة 4:30 مساءً. تُشجع المبادرة الأسر على اصطحاب الأطفال لتعريفهم بالعادات الإماراتية الأصيلة، مما يخلق تجربة ثقافية واجتماعية غنية تعكس القيم الرمضانية.
يُشار إلى أن الأعوام الماضية شهدت تقديم المبادرة في متحف قصر العين، إلا أن النسخة الحالية أقيمت في واحة العين، في خطوة تهدف إلى تعزيز تجربة الزائر وسط أجواء تراثية تحاكي الماضي العريق.

تنظيم احترافي لإبراز الموروث الثقافي

حرصت دائرة الثقافة والسياحة على تنظيم الساحة المخصصة للمبادرة بطريقة تسّهل على الزوار التفاعل مع التجربة. تبدأ الجولة من مناطق عرض الأدوات التقليدية المستخدمة في إعداد الهريس، مروراً بمنصات شُرح عليها تفاصيل التحضير، وصولاً إلى استلام صناديق الهريس التي يتم توزيعها من قِبل المتطوعين.
تجسد هذه الخطوات الاهتمام بإحياء عادات إعداد وتبادل الهريس في رمضان، مع التأكيد على القيم الإماراتية الأصيلة التي تعزز التماسك الاجتماعي وتحفظ التراث بأسلوب عصري يجذب مختلف فئات المجتمع.
من خلال هذه الجهود المستمرة، تظل مبادرة «هريس رمضان» نموذجاً للأفكار الإبداعية التي تعيد إحياء العادات الرمضانية وتعزز الارتباط بالتراث الوطني، متجاوزة بذلك حدود تجربة طعام تقليدي إلى مشهد ثقافي شامل.