أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى للهيمنة على الضفة الغربية وقطاع غزة

تواصل الحكومة الإسرائيلية تنفيذ استراتيجيتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية، مع تركيز واضح على الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث كشف الدكتور راكان حسين، أستاذ العلوم السياسية، عن أبعاد هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى السيطرة الكاملة وتقويض أي جهود للسلام. وأكد حسين خلال حديثه أن الهجمات الإسرائيلية ليست وليدة اللحظة، وإنما تأتي كجزء من مخططات أوسع تتجاهل التزامات اتفاق أوسلو.

استراتيجية نتنياهو: تحجيم الضفة وغزة للهيمنة الإسرائيلية

أوضح الدكتور راكان حسين أن استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تركز على الهيمنة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يتعارض مع اتفاق أوسلو الذي كان يُعتبر إطارًا لتحقيق السلام. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى منع أي فرص لحل الدولتين من خلال سياسات تصعيدية في كلا المنطقتين.
وأشار إلى تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق وفقًا لاتفاق أوسلو، وهي المنطقة A التي تمثل 21% من الضفة وكانت سابقًا خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، والمنطقة B التي تغطي 18% وتدار أمنيًا من قبل إسرائيل وإداريًا من السلطة الفلسطينية، والمنطقة C التي تبلغ مساحتها 60% وتضم الجزء الأكبر من المستوطنات الإسرائيلية.

السيطرة الإسرائيلية على المنطقة C: أهداف توسعية وعدوانية

تعد المنطقة C أكثر مناطق الضفة الغربية استهدافاً من قبل الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث إنها تشكل حوالي 60% من مساحة الضفة وتتضمن غالبية المستوطنات الإسرائيلية. وذكر الدكتور راكان أن الحكومة الإسرائيلية تسعى للسيطرة التامة على هذه المنطقة، مهددة حقوق الفلسطينيين التاريخية في أراضيهم.
وأضاف أن الإجراءات الإسرائيلية في هذه المنطقة تهدف إلى تقويض أي محاولات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أن هذه التحركات قد تزيد الوضع تعقيدًا وتجعل السلام بعيد المنال.

تداعيات التصعيد الإسرائيلي على الأوضاع الإقليمية

حذر الدكتور حسين من أن استمرار تصعيد إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستويين الإقليمي والدولي. وتأتي هذه التصريحات متوافقة مع تحذيرات سابقة من قبل العاهل الأردني الملك عبد الله، الذي أكد أن تأجيج الأوضاع في غزة قد يمتد تأثيره إلى باقي المنطقة، خاصة الضفة الغربية.

وتتزامن هذه التحركات مع أوضاع مأساوية يشهدها قطاع غزة نتيجة الحصار والقصف المتواصل، حيث تشير تقارير المنظمات الإنسانية، مثل الأونروا، إلى أن السكان يعانون من نقص شديد في المواد الأساسية بسبب انقطاع المساعدات الإنسانية لفترات طويلة.
ختامًا، تبقى الأوضاع في الضفة الغربية وغزة معقدة تحت التصعيد الإسرائيلي المستمر، ما يلزم تحركاً دولياً عاجلاً لضمان حقوق الفلسطينيين ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.