تقرير جديد يكشف قرارًا غير مسبوق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي فرض حظرًا على بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في بلاده، وذلك بسبب وجود لاعبين كوريين جنوبيين ضمن صفوف الفرق المشاركة. القرار، الذي أثار اهتمام وسائل الإعلام العالمية، يشمل أيضًا تقليص زمن المباريات من 90 دقيقة إلى 60 دقيقة، مع التأجيل لعدة أشهر قبل عرضها.
حظر مباريات الدوري الإنجليزي بسبب لاعبي كوريا الجنوبية
وفقًا لما ورد في تقرير لصحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن الزعيم الكوري الشمالي اتخذ قرار منع عرض مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل استثنائي إذا كان أي من الفريقين يضم لاعبين من كوريا الجنوبية. السبب الرئيسي وراء هذا القرار هو وجود نجم توتنهام، الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، بين صفوف الفريق. ولم يتوقف الأمر عند توتنهام فقط، حيث تم حظر عرض مباريات أندية أخرى مثل وولفرهامبتون واندررز بسبب المهاجم الكوري هوانغ هي تشان، وبرينتفورد الذي يضم المدافع كيم جي سو.
الحظر لم يقتصر على الأندية الكبرى فقط، بل امتد ليشمل تغطية مباريات الدوري الإنجليزي الأوروبية بشكل عام، في خطوة تهدف إلى منع أي تقدير علني للاعبي كوريا الجنوبية داخل كوريا الشمالية.
آلية عرض المباريات في كوريا الشمالية
رغم الحظر المفروض، لا يزال التلفزيون الكوري الشمالي يعرض بعض المباريات المختارة، لكن بآلية فريدة تثير الانتباه. فبدلًا من بث المباريات مباشرة، يتم تأخير عرضها لعدة أشهر بعد انتهائها، ويتم اختصار زمن كل مباراة من 90 دقيقة إلى 60 دقيقة. المثير للاهتمام أن هذه المباريات تُذاع قبل نشرات الأخبار الرسمية، مما يعكس الرقابة الصارمة المفروضة على المحتوى الرياضي في البلاد.
في عام 2022، عرضت كوريا الشمالية مباريات من مختلف الدوريات العالمية، بما في ذلك الإنجليزي، الألماني، الفرنسي والإسباني. إلا أن عام 2023 شهد تغييرًا ملحوظًا، حيث ركزت التغطية على أحداث مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم، مع تقليص تغطية الدوري الإنجليزي بسبب القرارات الجديدة.
أبعاد القرار وانعكاساته على المشاهدين
من الواضح أن هذا القرار يتجاوز الجانب الرياضي، إذ يعكس التوترات الجيوسياسية المستمرة بين الكوريتين. بالنظر إلى الشغف الكبير بكرة القدم عالميًا، يُتوقع أن يؤدي هذا الحظر إلى تقليص محتوى الترفيه المتاح للمواطنين الكوريين الشماليين، مما يزيد من الانعزال الثقافي والرياضي للدولة.
يبقى من غير الواضح ما إذا كانت كوريا الشمالية ستخفف من هذه القيود مستقبلًا، خصوصًا مع زيادة الاهتمام العالمي بنجوم كرة القدم الآسيوية. تبقى الرياضة، رغم كل شيء، وسيلة لفهم الثقافات وبناء جسور التواصل بين الشعوب، حتى في ظل العقبات السياسية الصعبة.