ليلة العتق: أفضل ليالي الختام وفرصة نيل جائزة الصيام

في موسم الخير والبركة، تتجلى أعظم النفحات الربانية في العشر الأواخر من رمضان، وهي الأيام التي اجتمعت فيها أبواب الجنة المفتوحة ونفحات المغفرة التي تشمل المؤمنين. ومن بين هذه النفحات، تأتي ليلة العتق الأخيرة التي يغفل عنها الكثيرون، رغم ما ورد من فضلها في السنة النبوية. هذه الليلة تعد بمثابة فرصة ذهبية لنيل العتق من النار، فهي مكافأة الرحمة للصائمين قبل انقضاء الشهر الفضيل.

فضل العشر الأواخر من رمضان وليلة العتق

تميّزت العشر الأواخر من رمضان بمكانة رفيعة في الإسلام، حيث يجتهد المسلمون في الطاعات تقربًا إلى الله. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يضاعف اجتهاده في العبادة خلال هذه الأيام، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها”. ومن بين الليالي العظيمة في هذه الفترة، تأتي ليلة العتق، التي وصفها النبي بأنها نهاية أجر الصائمين. ففي الحديث الشريف: “إن الله تعالى يعتق الصائمين والصائمات في آخر ليلة من ليالي رمضان من النار”.

هذه الليلة، وإن لم تحظَ بشهرة ليلة القدر، تحمل قيمة كبيرة، حيث يُختتم فيها شهر رمضان بأعظم صورة، ويُجزى العابدون على ما قدموه طوال الشهر من صيام وقيام.

أعمال مستحبة في ليلة العتق من النار

لضمان الاستفادة القصوى من هذه الليلة المباركة، يحرص المسلمون على مجموعة من الأعمال والطاعات التي تقربهم إلى الله، وتزيد فرصة العتق من النار. ومن أهم الأعمال الموصى بها:

  • إحياء الليل بالصلاة والدعاء، والانكسار بين يدي الله طلبًا للرضا والمغفرة.
  • قراءة القرآن الكريم، إذ إن رمضان هو شهر القرآن وختمه في هذه الليالي يحمل أجرًا عظيمًا.
  • الذكر والاستغفار والتسبيح بإخلاص، خاصة في أوقات السحر.
  • الصدقة والزكاة، فهي من أعظم الأعمال قربًا وتزكية للنفس.

هكذا، يمكن للمؤمن أن يجعل هذه الليلة تتويجًا لاستجابته لدعوة التقرب إلى الله طوال رمضان.

الاقتداء بالسنة في النفحات الأخيرة من رمضان

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم نموذجًا يُحتذى به في اغتنام مواسم الطاعات، خاصة في الليالي الأخيرة من رمضان. فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله”، وهي دلالة واضحة على اهتمام النبي بزيادة الاجتهاد والاستعداد للقاء الله.

لذلك، ينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرصة النادرة، ويدرك فضل الليالي الأخيرة، خاصة ليلة العتق، بالتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة التي ترفع الدرجات وتمحو الذنوب.

تشكل ليلة العتق ختامًا مشرقًا لشهر رمضان، وبابًا للفرح برحمة الله ومغفرته، إذ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العامل يتوفى أجره عند نهاية عمله”. فلنكن جميعًا من المستفيدين من هذه الليلة العظيمة.