سعر الذهب يرتفع لمستوى قياسي بسبب رسوم ترامب الجديدة على السيارات.

شهدت أسعار الذهب قفزة قياسية جديدة على مستوى الأسواق العالمية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قراره برفع التعريفة الجمركية على واردات السيارات بنسبة 25%. جاء هذا القرار في سياق توترات تجارية مستمرة بين الولايات المتحدة وعدد من أبرز شركائها التجاريين، مما فاقم الضغط على الأسواق وساهم في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن، لا سيما مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

قفزة غير مسبوقة في سعر الذهب عالمياً

سجل سعر الذهب الفوري زيادة تجاوزت 1% ليصل إلى 3053 دولاراً للأونصة، مقترباً من أعلى مستوى قياسي له على الإطلاق، حيث بلغ 3057.21 دولاراً في 20 مارس الماضي. من ناحية أخرى، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتصل إلى 3008 دولارات، في مؤشر واضح على استجابة الأسواق للمخاوف الاقتصادية الناتجة عن القرارات التجارية الأخيرة.

لا يخفى أن الذهب يُعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين في فترات الاضطرابات الاقتصادية، وهو ما اتضح جلياً مع تدفق المستثمرين إلى شراء المعدن النفيس كوسيلة لتحوط ثرواتهم. وتشير التوقعات إلى احتمالية استمرار ارتفاع أسعار الذهب في ظل التوترات الاقتصادية الدولية وآثارها على حركة الأسواق.

تأثير رفع الرسوم الجمركية على الدولار وسوق المعادن

القرارات الأمريكية الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية لم تقتصر آثارها على الذهب فقط، بل طالت أيضاً وضع الدولار في السوق العالمية. فقد شهدت العملة الأمريكية انخفاضاً ملحوظاً، مع توجه المستثمرين بعيداً عنها نحو الذهب. يأتي هذا في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، حيث أدت سياسة التشديد النقدي التي استمرت لعامين إلى كبح معدلات التضخم، لكن المواقف الاقتصادية تظل غير مستقرة، وفقاً لتحذيرات صدرت عن مسؤولين في البنك الفيدرالي الأمريكي.

هذه التطورات تؤكد أن سياسات زيادة الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد من قبل الدول الشريكة تجارياً مع الولايات المتحدة، مما يضع الاقتصاد الأمريكي أمام تحديات كبيرة ويعزز من توجه المستثمرين نحو أصول آمنة مثل الذهب.

الإبقاء على سعر الفائدة أمام ضبابية المشهد

من جهته، أبقى البنك الفيدرالي الأمريكي على سعر الفائدة الحالي دون تغيير في اجتماعه الأخير، مشيراً إلى الحاجة لترقب مزيد من التطورات الاقتصادية قبل اتخاذ أي قرارات أخرى. ويبدو أن السياسات التجارية الأخيرة دفعت البنك إلى التريث قبل الانتقال إلى إجراءات خفض محتملة في أسعار الفائدة.

مع تصاعد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، يجد المستثمرون أنفسهم أمام خيارات محدودة، مما يزيد من الضغوط على صناع السياسات. يبقى الذهب في الوقت الراهن النجم الساطع في الأسواق، مع استمرار الأزمات الجيوسياسية والشد والجذب بين القوى التجارية الكبرى.