رسوم ترامب الجمركية تؤثر سلبًا على بورصات أوروبا وتسبب تراجع الأسهم

شهدت الأسواق الأوروبية اليوم تراجعًا ملحوظًا في مؤشرات الأسهم، في ظل تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تستهدف واردات السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة. القرار أثار ردود فعل واسعة على مستوى الأسواق العالمية وشكل ضغطًا على شركات السيارات الكبرى في أوروبا، ما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي في المنطقة.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسهم الأوروبية

تعرضت الأسهم الأوروبية لخسائر كبيرة اليوم الخميس، حيث هبط مؤشر “ستوكس 600” الإقليمي بنسبة 0.56% بحلول الساعة 3:39 مساءً بتوقيت لندن. في الوقت ذاته، شهد قطاع السيارات ضمن مؤشر “ستوكس أوروبا” انخفاضًا أكبر بنسبة 1.14%. وكانت شركات السيارات الكبرى الأكثر تضررًا، حيث انخفضت أسهم شركة “ستيلانتيس” المُصنعة لسيارات الجيب بنسبة 4.6%، بينما تراجعت أسهم مرسيدس-بنز بنسبة 3%، وسجلت أسهم شركة “بي إم دبليو” الألمانية انخفاضًا بنسبة 2%.

هذه التراجعات تأتي بعد إعلان ترامب أنه سيبدأ بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات غير المصنعة داخل الولايات المتحدة اعتبارًا من 2 أبريل المقبل. تصريحات ترامب أثارت قلق الأسواق بشأن تأثير هذه الرسوم على تجارة السيارات بين الولايات المتحدة وحلفائها.

ردود فعل محلية ودولية على الرسوم الجمركية

لم تتأخر ردود الأفعال الدولية على قرار ترامب، حيث عبّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن “أسفها العميق”، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيبحث عن حلول تفاوضية لحماية مصالحه الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، استخدم ترامب منصة “تروث سوشيال” لزيادة الضغط على كندا والاتحاد الأوروبي، مهددًا بفرض رسوم أعلى في حال اتخاذهما خطوات “تلحق أضرارًا اقتصادية بالولايات المتحدة”.

هذه التصريحات عززت المخاوف بشأن اندلاع حروب تجارية جديدة، خاصة وأن الاقتصاد العالمي لا يزال يعاني من تبعات التضخم وارتفاع تكاليف الطاقة.

تداعيات الرسوم الجمركية على أسواق الأسهم العالمية

لم تقتصر التقلبات على بورصات السيارات فقط، بل انعكست أيضًا على مؤشرات رئيسية في أوروبا. فقد تراجع مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 0.7%، بينما هبط مؤشر “كاك 40” الفرنسي بنسبة 0.5%، وسجل مؤشر “فايننشال تايمز 100” البريطاني انخفاضًا نسبته 0.27%.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع السيارات يشكل جزءًا رئيسيًا من الاقتصاد الأوروبي، ومع فرض رسوم بنسبة 25%، قد تتكبد الشركات الأوروبية خسائر إضافية تهدد خططها الإنتاجية والتصديرية.

نظرة مستقبلية للقطاع الاقتصادي الأوروبي

تشير هذه التطورات إلى مرحلة جديدة من التحديات أمام الاقتصاد الأوروبي، وسط احتمالات بتفاقم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. وقد يكون الحل الأمثل هو اللجوء إلى الحوار الدبلوماسي لتجنب تداعيات أعمق يمكن أن تؤثر على استقرار الأسواق العالمية. مع تزايد الضغوط، يبقى السؤال: هل سينجح الاتحاد الأوروبي في حماية مصالحه الاقتصادية؟