استقرار الذهب فوق 3000 دولار بفضل اضطرابات التجارة والسياسة الخارجية الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع صعود سعر الأوقية في البورصة العالمية بشكل لافت. يعزى هذا الارتفاع إلى تصاعد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الاقتصادية والسياسية الدولية، لا سيما في ظل تقلبات التجارة والسياسة الخارجية الأمريكية، ما دفع الأسعار لتسجيل مستويات قياسية جديدة.

ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا

أعلنت منصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات أن أسعار الذهب قفزت بنحو 20 جنيهًا، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4285 جنيهًا خلال تعاملات اليوم. أما سعر الأوقية عالميًا، فقد حقق زيادة بقيمة 17 دولارًا ليصل إلى 3033 دولارًا.
وبالنسبة لباقي العيارات، سجل عيار 24 نحو 4897 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 3673 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب 34280 جنيهًا.

وتأتي هذه الارتفاعات بعدما شهد أمس الإثنين انخفاضًا طفيفًا في السوق المحلية والعالمية، إذ تراجع سعر الجرام بقيمة 15 جنيهًا محليًا، بينما انخفضت الأوقية بقيمة 12 دولارًا في البورصة العالمية.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب

أرجع سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، هذا الارتفاع إلى الإقبال المتزايد على الذهب كملاذ آمن في ظل الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، خاصة مع استمرار الضغط على الاقتصاد الأمريكي.
وتُظهر المؤشرات الاقتصادية الأمريكية ضعفًا ملحوظًا؛ فقد أشار تقرير مجلس المؤتمر إلى تراجع مؤشر ثقة المستهلك من 100 نقطة في فبراير إلى 92.9 نقطة، ما يعزز المخاوف من ركود اقتصادي وشيك.
من جهة أخرى، ساهمت حرب الرسوم الجمركية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيادة حالة القلق، حيث فرضت واشنطن رسومًا إضافية بنسبة 25% على الواردات من بعض الدول، إضافة لوعود بفرض رسوم مستقبلية على قطاعات متعددة.

تأثير التوترات الدولية على أداء الذهب

مع تصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، أصبح الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن التحوط ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية. ووفقًا للتقارير، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات كبيرة، مما عزز من ارتفاع أسعاره.
وفي هذا السياق، يترقب المراقبون الإعلان عن بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الأمريكي يوم الجمعة المقبل، وهو المقياس الرئيسي للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي، لمعرفة تأثيره المحتمل على توجهات السياسة النقدية الأمريكية.

إن استمرار هذه العوامل قد يدفع أسعار الذهب لمستويات جديدة غير مسبوقة في الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد التوترات العالمية وضعف ثقة الأسواق.