اللحوم الحمراء: ما علاقتها بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون؟

اللحوم الحمراء والمصنعة: بين الفوائد والمخاطر الصحية المرتبطة بسرطان القولون

تعد اللحوم الحمراء والمصنعة مصدرًا غنيًا بالبروتينات والمعادن الحيوية، مثل الحديد والزنك. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الإفراط في تناولها قد يلعب دورًا مباشرًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. هذا النوع من السرطان يعد واحدًا من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا في العالم، ما يثير تساؤلات مستمرة حول تأثير نوعية النظام الغذائي على صحة الأمعاء.

كيف تزيد اللحوم الحمراء خطر الإصابة بسرطان القولون؟

أظهرت الأبحاث العلمية أن اللحوم الحمراء والمصنعة قد تحتوي على مركبات كيميائية ضارة تتكون أثناء هضمها، مثل مادة “الهيم”. عند تحلل هذه المادة داخل الجسم، تنتج مركبات تُسمى N-nitroso، التي أثبتت الدراسات قدرتها على إلحاق الضرر بالخلايا المبطنة لجدران الأمعاء.

وفقًا لإحصائيات نشرتها الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان عام 2021، فإن تناول اللحوم المصنعة بانتظام يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون. متابعة استمرت خمس سنوات على عينة مؤلفة من 478,000 شخص بين أوروبا والولايات المتحدة كشفت أن الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من خمس أونصات يوميًا من اللحوم الحمراء كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بنحو الثلث مقارنة بمن يستهلكون كميات أقل. كما أظهرت تحاليل لمجموعة من الدراسات أن زيادة تناول اللحوم المصنعة قد يرفع خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 28%.

العادات المصاحبة تزيد من المخاطر

يتعرض الأشخاص الذين يُفرطون في استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة لمخاطر صحية مضاعفة إذا ما اقترنت عاداتهم الغذائية ببعض السلوكيات غير الصحية، مثل:

  • التدخين المنتظم.
  • تناول الكحوليات بكثرة.
  • إهمال ممارسة الرياضة.

من جهة أخرى، تُعتبر اللحوم المصنعة أكثر ضررًا من اللحوم غير المعالجة بسبب احتوائها على مواد حافظة مثل النترات والنتريت، التي تعزز تكوُّن مركبات مسرطنة داخل الجسم.

كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة بسرطان القولون؟

للوقاية من سرطان القولون، يوصي الخبراء بإجراء تغييرات أساسية في النظام الغذائي وأسلوب الحياة. ومن بين النصائح التي قد تساعد:

  1. تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة بشكل تدريجي.
  2. زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه والبقوليات.
  3. ممارسة الرياضة بانتظام لدعم صحة الجهاز الهضمي.
  4. التوقف عن التدخين وتقليل استهلاك المشروبات الكحولية.

تشير هذه النصائح إلى أهمية تبني نمط حياة متوازن للحد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون، خاصة مع تطور العلم الذي يثبت مدى ارتباط الغذاء بمعدلات ظهور الأمراض المزمنة.

ختامًا، يبقى التوازن الغذائي الركيزة الأساسية للحفاظ على صحة الأمعاء، مع أهمية الاعتدال في تناول اللحوم الحمراء والمصنعة والاعتماد على نظام غذائي غني بالمغذيات الطبيعية والآمنة.