الأسهم الأمريكية تتراجع بفعل مخاوف متزايدة من تأثير الرسوم الجمركية

شهدت الأسواق المالية الأمريكية اليوم تراجعات ملحوظة، حيث أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية على انخفاض وسط توقعات سلبية مرتبطة برسوم جمركية جديدة وإفصاحات اقتصادية حديثة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، بينما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0.7%، وفقد مؤشر داو جونز نحو 180 نقطة. هذا التراجع أثار قلق المستثمرين بعد إعلان إدارة ترامب فرض رسوم جمركية على المركبات غير المصنعة في الولايات المتحدة.

الرسوم الجمركية وتأثيرها على الأسواق الأمريكية

جاء إعلان إدارة ترامب عن فرض رسوم بنسبة 25% على السيارات غير المصنعة محليًا ليزيد من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الدوليين. هذا القرار، المقرر تفعيله في 2 أبريل، تزامن مع تحذيرات من فرض رسوم أعلى ضد الاتحاد الأوروبي وكندا إذا لجآ إلى الرد بالمثل على الخطوات الأمريكية.

يخشى المستثمرون من أن تؤدي هذه القرارات إلى تصعيد النزاعات التجارية مع شركاء اقتصاديين رئيسيين، مما قد يؤثر سلبًا على السوق العالمية ويدفع معدلات التضخم المحلية إلى الارتفاع. كما أن هذه التوترات قد تُضعف قطاع السيارات في الاقتصاد الأمريكي، والذي يعتمد بشكل كبير على سلاسل توريد عالمية.

بيانات اقتصادية تكشف تباطؤ النمو

على صعيد الاقتصاد الكلي، تم تعديل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من العام الماضي بنسبة طفيفة ليصل إلى 2.4% مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 2.3%. ورغم هذا التعديل البسيط، فإن هذه الأرقام تثير تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على الصمود أمام الضغوط التجارية المتزايدة.

إضافة إلى ذلك، ارتفعت نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية بوتيرة أقل من المتوقع، حيث سجلت 2.6% مقارنة بالتقدير السابق البالغ 2.7%. أما المطالبات الأولية للبطالة، فجاءت مطابقة تقريبًا للتوقعات لكن عجز السلع خلال الفترة نفسها فاق التوقعات، ما يشير إلى استمرار الضغوط على التجارة.

أسهم الشركات الكبرى بين الخسائر والمكاسب

تعرض قطاع السيارات لضربة قوية مع انخفاض سهم “جنرال موتورز” بنسبة 9%، متأثرًا بالتقلبات المرتبطة بالرسوم الجمركية، في حين تراجعت أسهم “فورد” بنسبة 2.6%. على الجانب الإيجابي، تمكنت شركة “تسلا” من تحقيق مكاسب طفيفة بنحو 0.8%، مستفيدة من مراكزها القوية في التصنيع الداخلي بالولايات المتحدة، حيث تعتمد بشكل رئيسي على مصانعها الكبيرة في ولايتي كاليفورنيا وتكساس.

يبدو أن الأسواق الأمريكية تعيش لحظة ترقب مشوبة بالقلق، حيث تتداخل المتغيرات التجارية مع الأوضاع الاقتصادية العامة لتؤثر سلبًا على معنويات المستثمرين. الأيام المقبلة ستكون حاسمة لقياس مدى التحسن أو التدهور بالإشارات الاقتصادية والاستثمارات.