إفرازات العين عند حديثي الولادة: لماذا تحدث ومتى تحتاج للقلق؟

تثير إفرازات العين عند حديثي الولادة قلق العديد من الأمهات، فقد تكون هذه الإفرازات ناتجة عن أسباب طبيعية وغير مؤذية، بينما قد تشير أحيانًا إلى حالة طبية تحتاج إلى تدخل سريع. وتُعتبر حالة انسداد القناة الدمعية أحد أبرز الأسباب لهذه الإفرازات، وهي ظاهرة شائعة بين الرضع. نقدم في هذا التقرير نظرة شاملة حول أسباب إفرازات العين عند حديثي الولادة، الأعراض المصاحبة، وطرق العلاج والوقاية.

انسداد القناة الدمعية أبرز أسباب إفرازات العين عند حديثي الولادة

تشير الدراسات إلى أن انسداد القناة الدمعية الأنفية يؤثر على ما يزيد عن 5% من الأطفال حديثي الولادة، وهو سبب رئيسي للإفرازات في العين. يحدث هذا عندما تنسد القناة المتعلقة بتصريف الدموع، مما يؤدي إلى تراكم الدموع وظهور إفرازات تتراوح بين اللون الأصفر المخضر. يمكن ملاحظة هذه الحالة خلال الأسابيع الأولى من حياة الطفل.

تشمل أعراض انسداد القناة الدمعية الأنفية ما يلي:

• احمرار وتورم في الجفون.
• التصاق الجفون، خاصة بعد النوم.
• إفرازات دموية أو خروج الدموع من عين واحدة فقط.

في حالات انسداد القناة الدمعية، تكون الأعراض أكثر وضوحًا في عين واحدة دون الأخرى، وهو ما يساعد الأطباء على التمييز بينها وبين التهابات أخرى.

طرق علاج إفرازات العين عند حديثي الولادة

بشأن علاج انسداد القناة الدمعية، تشير الإحصائيات إلى أن أغلب الحالات تتحسن تلقائيًا خلال السنة الأولى من عمر الطفل دون تدخل طبي. يُنصح خلال هذه الفترة باتباع خطوات بسيطة في المنزل، مثل:

1. تنظيف عين الطفل بقطعة قماش نظيفة ودافئة لإزالة الإفرازات بشكل منتظم.
2. استخدام تقنية تدليك القناة الدمعية، حيث يتم الضغط بلطف على الزاوية الداخلية لجفن الطفل للمساعدة في فتح القناة.

في حال استمرار الأعراض أو زيادة شدتها، ينبغي استشارة الطبيب المختص الذي قد يوصي بعلاجات إضافية مثل قطرات العين أو الإجراءات الطبية.

التهابات أخرى قد تسبب إفرازات العين عند الرضع

إلى جانب انسداد القناة الدمعية، يمكن أن تكون الإفرازات علامة على التهابات أخرى مثل التهاب الملتحمة (العين الوردية)، الناتج عن عدوى بكتيرية أو فيروسية. يصاحب هذه الحالة عادةً احمرار العين، حساسية تجاه الضوء، وتورم الجفون. في هذه الحالات، يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا عاجلًا لتحديد نوع العدوى وتطبيق العلاج المناسب.

إن إفرازات العين لدى حديثي الولادة هي ظاهرة شائعة ولا تستدعي القلق غالبًا، لكنها قد تستلزم المتابعة الطبية إذا استمرت الأعراض أو ازدادت سوءًا. باتباع أساليب الوقاية والعناية المنزلية، يمكن للأمهات التخفيف من هذه الأعراض وضمان سلامة عيون الرضيع.