طيران أبوظبي تُطلق أول طائرة كهربائية «ميدنايت» في العالم بشكل رسمي

في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال الطيران المدني، أعلنت مجموعة طيران أبوظبي عن توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة «آرتشر للطيران»، لتشغيل طائرة «ميدنايت» العمودية الكهربائية لأول مرة على مستوى العالم. يأتي هذا المشروع كجزء من برنامج طموح يهدف إلى تطوير منظومة التاكسي الطائر في أبوظبي، بما يحقق معايير الاستدامة والابتكار ويضع الإمارات في صدارة مشهد النقل المستقبلي.

شراكة استراتيجية لتشغيل طائرة “ميدنايت” الكهربائية

تضمنت مذكرة التفاهم بين طيران أبوظبي و«آرتشر للطيران» اتفاقاً لتشغيل النموذج الأولي من الطائرة الكهربائية «ميدنايت»، التي تعمل بتقنية (eVTOL)، ما يفتح آفاقًا جديدة لخدمات النقل الجوي الحضري. ووفقاً للاتفاقية، ستعمل الشركتان على إنشاء إطار عمل يمكن «آرتشر» من استهداف أسواق جديدة، تعزيز الكفاءة التشغيلية، وزيادة الطلب على خدمات الطيران الكهربائي على المدى الطويل.

كما ستوفر «آرتشر» الدعم الفني والإداري اللازم لعمليات التشغيل، بما في ذلك فرقاً من الطيارين والمهندسين، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية برمجية تشمل تطبيقًا خاصًا لإدارة عمليات الحجز. وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية إماراتية أوسع تهدف إلى تعزيز الابتكار والاستدامة في قطاع الطيران.

طيران أبوظبي في طليعة التاكسي الطائر

بحسب تصريحات سعادة نادر الحمادي، رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران أبوظبي، فإن هذه الشراكة التاريخية تعكس الالتزام بجعل الإمارات منصة انطلاق للابتكارات التقنية العالمية. أكد الحمادي أن طيران أبوظبي، باعتبارها أكبر مشغل للطائرات المروحية في الشرق الأوسط، تمتلك خبرات واسعة تؤهلها لتطوير نظام نقل جوي كهربائي يرضي تطلعات المستقبل.

وتعتزم المجموعة الاستثمار في تشغيل طائرة «ميدنايت» ضمن برنامجها التجاري الجديد، ما يجعلها رائدة في تطبيق حلول النقل الجوي المستدامة في المنطقة. وتستهدف طيران أبوظبي المنطقة المحلية أولاً قبل التوسع نحو أسواق أخرى، بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني.

مزايا تقنية لطائرة “ميدنايت” الكهربائية

تمتاز طائرة «ميدنايت» الكهربائية بعدد من المزايا التي تجعلها بديلاً مثالياً للنقل البري التقليدي، إذ يمكنها استيعاب أربعة ركاب بالإضافة إلى الطيار، مع توفير رحلات جوية هادئة وصديقة للبيئة. يُقدر الوقت الذي تستغرقه الطائرة لقطع رحلات قد تستمر 90 دقيقة بالطريق البري بين 10 و20 دقيقة بالطيران. كما صُممت الطائرة لتشغيل رحلات متتالية بفضل مدة الشحن القصيرة بين الرحلات.

هذا الابتكار لا يُعزز من كفاءة النقل فحسب، بل يساهم في تقليل البصمة الكربونية، ما يعكس التزاماً متجدداً تجاه الاستدامة البيئية. بحسب بيان «آرتشر للطيران»، فإن هذا النظام يشكل نموذجًا عالميًا لتطوير النقل الذكي.

### تطلعات مستقبلية
مع هذه المبادرة الطموحة، تسعى طيران أبوظبي و«آرتشر» إلى إعادة تعريف أسس النقل الجوي الحضري. من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار والاستدامة في قطاع الطيران، إذ تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والرؤية المستقبلية في مشهد واحد يبشر بتطورات كبيرة في السنوات المقبلة.