شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً اليوم في ظل تصاعد المخاوف بشأن إمدادات الطاقة العالمية، مدفوعة بالعقوبات الاقتصادية والرسوم الجمركية التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية مؤخراً. ويأتي ذلك وسط توقعات باضطرابات إضافية في السوق جراء التهديدات بفرض رسوم على الدول المستوردة للنفط الفنزويلي، بجانب العقوبات السابقة المفروضة على صادرات النفط الإيراني. اللافت أن هذا الزخم يأتي أيضاً في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تأثيرات الرسوم الأمريكية الجديدة على واردات السيارات.
ارتفاع أسعار النفط يتزامن مع التوترات الجيوسياسية
حققت أسعار خام برنت ارتفاعاً طفيفاً بواقع تسعة سنتات أو ما يعادل 0.12%، ليصل سعر البرميل إلى 73.87 دولاراً، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.1%، ليبلغ سعر البرميل 69.75 دولاراً. هذه الزيادة الطفيفة تأتي مدعومة ببيانات أمريكية حديثة أظهرت انخفاضاً في مخزونات النفط الخام والوقود خلال الأسبوع الماضي.
وتسود الترقبات في أسواق النفط بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة على مشتري النفط الفنزويلي، الأمر الذي يعزز من الشكوك المحيطة باستقرار الإمدادات العالمية. من جانبه، يرى خبراء أن هذه التوترات تفتح الباب أمام تقلبات إضافية في السوق.
الرسوم الأمريكية وضغوط السوق تزيد مخاوف المستثمرين
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع الرسوم الجمركية بنسبة 25% على واردات السيارات والشاحنات الخفيفة أثار قلق المستثمرين بشأن التبعات الاقتصادية. هذه الخطوة، المتوقع تطبيقها الأسبوع المقبل، تلقي بظلالها على معدلات الطلب العالمي على النفط، خاصة أن قطاع النقل يعد من أبرز المجالات المستهلكة للوقود.
وفي سياق متصل، أكدت تقارير متداولة أن شركة ريلاينس إندستريز الهندية ستعلق استيراد النفط الفنزويلي، استجابةً للتهديدات الأمريكية. هذه التحركات تشير إلى زيادة حالة الترقب والحذر بين كبار اللاعبين في السوق.
توقعات أسعار النفط وسط استمرار الغموض
على الرغم من الارتفاعات الأخيرة، تحذر التحليلات من أن أسعار النفط قد لا تعود إلى المستويات المرتفعة المسجلة مطلع 2025. ويرجع ذلك إلى استمرار الغموض الذي يكتنف المشهد السياسي الأمريكي، وحروب الرسوم الجمركية التي تنعكس سلباً على نشاط السوق.
وفقاً لتصريحات رئيس قسم الطاقة في بنك دي.بي.إس، فإن السياسات الأمريكية تجاه إيران وفنزويلا ستظل عنصراً مؤثراً في تحديد اتجاه أسعار النفط. رغم ذلك، يؤكد أن التأثير الكامل لهذه السياسات لم يتبلور بعد، ما يبقي على حالة من التردد بين المستثمرين والمتداولين.
التقلبات الأخيرة في أسعار النفط تكشف عن تداخل العوامل السياسية والاقتصادية في تشكيل حركة السوق. ومع استمرار تأثر السوق بالضبابية الراهنة، سيظل النفط موضوعاً مهيمنًا في النقاشات الاقتصادية العالمية.