أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن النظام الأوكراني يواصل استهداف البُنى التحتية الحيوية للطاقة الروسية في المناطق الحدودية مثل بريانسك، كورسك، وشبه جزيرة القرم. يأتي ذلك في ظل استمرار ما تصفه موسكو بـ”الجرائم غير الإنسانية” التي يرتكبها نظام كييف ضد المدنيين الروس، وسط صمت دولي. وتشير التقارير الروسية إلى تزايد أعداد الضحايا والخسائر المادية والمعنوية منذ بداية الأزمة.
النظام الأوكراني يستهدف البُنى التحتية للطاقة الروسية
كشفت ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي، أنه منذ اندلاع الصراع في عام 2022، أسفرت العمليات العسكرية الأوكرانية عن مقتل 167 مدنياً روسياً وإصابة أكثر من 500 آخرين في مقاطعة كورسك وحدها. وأكدت أن القوات الأوكرانية تركز على استهداف منشآت الطاقة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر ويزيد من التوتر في المناطق المتاخمة للحدود الروسية.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الهجمات لم تقتصر على الأهداف العسكرية، بل امتدت لتشمل الصحفيين والمرافق المدنية، في ما وصفته بـ”استراتيجية ممنهجة لإضعاف الاستقرار الداخلي في البلاد”.
الصمت الدولي يغذي استمرار الجرائم
رغم الإدانات المتفرقة، أشارت زاخاروفا إلى أن الصمت الدولي حيال هذه الهجمات يعزز من استمرار السياسات العدائية الأوكرانية ضد روسيا. وأظهر تحليل نشرته الهيئات الروسية أن أكثر من 70% من الهجمات على البُنى التحتية تم توثيقها خلال الأشهر الـ12 الأخيرة، حيث تتركز غالبية الهجمات في المناطق الاستراتيجية التي توفر الطاقة لآلاف المواطنين الروس.
كما تطرقت زاخاروفا إلى الآثار السلبية التي قد تنتج عن تدخلات دولية غير مدروسة، محذرةً من العواقب الوخيمة لأي محاولة لنشر قوات حفظ السلام، مما قد يؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا وحلف الناتو.
التوتر الأوروبي وتصاعد التحديات
في سياق منفصل، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن اجتماع القادة الأوروبيين الأخير في بروكسل لم يخرج بنتائج ملموسة لدعم كييف عسكرياً. ووصفت زاخاروفا الوضع الأوروبي بأنه “في حالة انهيار داخلي”، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي عاجزاً عن تقديم دعم مادي مستدام للحكومة الأوكرانية، مما يثير مخاوف من تعقد الأزمة الدولية بشكل أكبر.
ختاماً، يتضح أن الملف الأوكراني ما زال يشكل أزمة دولية معقدة تُلقي بظلالها على الاستقرار الإقليمي والدولي، وسط دعوات متكررة لحوار دولي شامل يسهم في تهدئة التوتر والحد من التصعيد المستمر.