بعد الإخفاق الأخير الذي تعرض له منتخب العراق بخسارته الأولى تاريخياً أمام نظيره الفلسطيني بنتيجة 2-1 ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، يواجه الاتحاد العراقي لكرة القدم تحديًا كبيرًا في تحديد مدرب العراق الجديد. يأتي ذلك وسط تراجع نتائج “أسود الرافدين”، مما أثار دعوات ملحة داخل الاتحاد لاتخاذ قرارات عاجلة تخص الجهاز الفني، بهدف تصحيح المسار وضمان الاستمرار في المنافسة على بطاقة التأهل للمونديال المقبل.
تداعيات الهزيمة والطريق نحو مدرب العراق الجديد
تلقى المنتخب العراقي خسارة مُحبطة أمام فلسطين في سياق الجولة الثامنة من التصفيات، ما ألقى بظلال من الشك على قدرة الجهاز الفني الحالي بقيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس. وأفادت مصادر مطلعة بأن الاتحاد العراقي لديه خيارات متعددة يناقشها خلال اجتماع حاسم مساء اليوم. أبرز القرارات المنتظرة تتعلق بالإقالة المحتملة لكاساس، خاصةً في ظل أصوات عدة داخل الاتحاد تدعو لتغييره بسبب النتائج السلبية والانحدار في الأداء مؤخرًا.
لكن ما يعيق اتخاذ قرار الإقالة فورًا هو الشرط الجزائي المرتبط بعقد المدرب، مما دفع الاتحاد إلى دراسة الأمر بعناية ومحاولة إيجاد حلول مالية تضمن فض التعاقد بشكل ودي. في الوقت ذاته، ذكرت المصادر أن كاساس نفسه أبدى رغبة في مغادرة منصبه، مما قد يسرع من عملية إنهاء الاتفاق بين الجانبين.
الأزمة المالية تعيق تعيين مدرب العراق الجديد
أحد أكبر التحديات التي تواجه الاتحاد العراقي هو غياب الدعم الحكومي المالي الإضافي، ما يعني أن توفير عقد مرتفع لمدرب أجنبي جديد قد يكون صعب المنال. ووفقًا للتقارير، قد يتجه الاتحاد لتعيين مدرب محلي بنسبة كبيرة، وهو خيار يجمع بين تحقيق التوازن المالي وضمان استقرار الفريق في الفترة القصيرة القادمة.
من بين الأفكار المُقترحة أيضًا، تكليف عدنان درجال، رئيس الاتحاد نفسه، بمهمة قيادة المنتخب خلال المواجهات المقبلة. لكن هذا الخيار يعتمد على موقف درجال ومدى استعداده لتحمل ضغوط إضافية، خاصة أنه لا يزال في الذاكرة عندما قاد المنتخب كمدرب أصغر سناً في 1992.
سيناريوهات مصيرية في الاجتماع المقبل
من المتوقع أن يشهد اجتماع الاتحاد العراقي مساء اليوم نقاشات حادة تتناول العديد من السيناريوهات لإعادة ترتيب أوراق المنتخب. من بين الأسماء المطروحة لتولي المنصب قائمة قصيرة تضم مدربين محليين وأجانب بحكم محدودية الميزانية المتاحة.
وبحسب الإحصائيات، فإن أسود الرافدين تحت إدارة درجال في التسعينيات حققوا نتائج إيجابية بغالبية مبارياتهم، ما قد يعزز التفكير في هذا الخيار بشكل جدي. لكن يبقى السؤال الأهم حول مدى قبول الجماهير ومستوى التوقعات المتعلقة بالمباريات الحاسمة المقبلة أمام كوريا الجنوبية والأردن.
تبدو الساعات المقبلة حاسمة. فإعادة بناء المنتخب العراقي ليست فقط قضية رياضية بل شأن وطني يؤثر على كيان الكرة العراقية ككل. ومع استمرار الترقب والضغوط، يأمل عشّاق “أسود الرافدين” أن يسفر الاجتماع المرتقب عن قرارات تُعيد الثقة وتبعث الأمل بمواصلة حلم المونديال.