تراجعات قوية تهز الأسواق الأوروبية مع فرض رسوم ترامب الجديدة
أعلنت الأسواق الأوروبية عن تراجعات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، والمقرر تطبيقها اعتبارًا من الأسبوع المقبل. هذا القرار أثار قلقًا واسعًا بين شركات صناعة السيارات، خصوصًا في ألمانيا التي تعد المزود الرئيسي للسوق الأمريكي بالسيارات الأوروبية.
تأثير الرسوم الجمركية على شركات السيارات الأوروبية
يتوقع أن تتحمل شركات صناعة السيارات الألمانية العبء الأكبر من قرار ترامب المفاجئ. حيث تُعد ألمانيا مسؤولة عن حوالي 75% من صادرات الاتحاد الأوروبي من السيارات إلى الولايات المتحدة، وتضم قائمة المتأثرين شركات عالمية مثل بورشه، بي إم دبليو، مرسيدس، فولكس فاجن وأودي. هذه الرسوم قد تؤدي إلى رفع تكلفة السيارات المصنعة في أوروبا، وبالتالي تقليص تنافسيتها في السوق الأمريكي.
التأثير المحتمل يمتد أيضًا إلى قطاعات أخرى في الاقتصاد الأوروبي، مع مخاوف تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والشركاء الأساسيين. هذه الحرب التجارية قد تضعف النمو الاقتصادي العالمي وتؤثر سلبًا على سلسلة التوريد العالمية.
المؤشرات الأوروبية في مرحلة تراجع
في تداولات ما قبل الافتتاح اليوم، سجلت العقود الآجلة لمؤشر “يورو ستوكس 50” انخفاضًا بنسبة 0.6%، بينما انخفض مؤشر “ستوكس 600” بنسبة 0.4%. يأتي ذلك مع تزايد قلق المستثمرين بشأن تأثير الرسوم الجمركية الجديدة وضبابية مستقبل الأسواق العالمية.
على الجانب الآخر، ينتظر المستثمرون تقارير الأرباح الخاصة بشركتي إتش آند إم ونيكست، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية مثل معدلات الائتمان والمعروض النقدي في منطقة اليورو، والتي قد تقدم مؤشرات هامة حول اتجاه الأسواق في الفترة المقبلة.
صعود الدولار النيوزيلندي رغم تصاعد المخاطر
وسط هذه المعمعة الاقتصادية، شهد الدولار النيوزيلندي ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى حوالي 0.574 دولار أمريكي اليوم الخميس. جاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي بشكل نسبي في ظل المخاوف من التوترات التجارية المتزايدة عالميًا والرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن.
ورغم حالة عدم الاستقرار، توقعت وكالة “ستاندرد آند بورز” العالمية للتصنيف الائتماني أن يكون تأثير هذه الإجراءات أقل حدة على اقتصادات مثل نيوزيلندا وبعض الدول الإقليمية الأخرى، مما يزيد من تنافسية العملات الإقليمية مقابل الدولار الأمريكي.
في سياق متصل، تتصاعد المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوات إلى إشعال فتيل حرب تجارية عالمية واسعة النطاق، ما قد يُلحق الضرر بالنمو الاقتصادي والقطاعات الإنتاجية بشكل غير مسبوق. ومع ذلك، ستبقى التطورات القادمة وترقب الإجراءات المضادة من جانب الاتحاد الأوروبي مؤثرة على اتجاه الأسواق العالمية في المستقبل القريب.