أثرياء العالم يغادرون باريس متجهين إلى دبي بحثًا عن فرص جديدة

يشهد العالم تحولات اقتصادية متسارعة تؤدي إلى تغيير مراكز الجذب المالي، حيث كشفت وكالة “بلومبرغ” في تقريرها الأخير عن نزوح أصحاب الثروات من باريس نحو دبي، نتيجة ما وصفته بـ”الضيق الضريبي” الذي تعيشه العاصمة الفرنسية. وتبرز دبي كخيار مغرٍ بفضل بيئتها الاستثمارية الحافلة بالمزايا، مما يجعلها مركزاً جاذباً لرؤوس الأموال وصناديق التحوط.

أصحاب الثروات يغادرون باريس إلى دبي بسبب “الضيق الضريبي”

أكد تقرير “بلومبرغ” أن باريس تفقد قدرتها على جذب صناديق التحوط والأسهم الخاصة، لصالح وجهات عالمية أكثر ابتكاراً مثل دبي. فالعاصمة الإماراتية تتمتع بمبادرات حكومية تحفيزية جعلت منها وجهة جذابة للاستثمار. ووفقاً لشركة “هينلي آند بارتنرز”، نجحت الإمارات في استقطاب أكثر من 6700 مليونير خلال عام 2024، في ظل منظومة اقتصادية تتسم بالمرونة والتنويع، بعيداً عن الاعتماد على النفط.

من جهته، أوضح بول مارشال، رئيس صندوق التحوط “مارشال وايس”، أن أبوظبي أيضاً باتت تنافس بقوة في استقطاب الثروات وصناديق التحوط العالمية، مما يعزز من جاذبية الإمارات ككل على المستوى المالي.

جاذبية دبي تتخطى المال وتتوسع في التقنية

لم تقتصر جاذبية الإمارات على صناديق التحوط وأسواق المال فقط، بل امتدت لتشمل قطاعات تقنية متقدمة. فشركات كبرى مثل شركة البرمجيات الهولندية “Bird” قامت بنقل مقرها إلى الإمارات، متجنبة معوقات التوظيف والعقبات التنظيمية في أوروبا. حتى الأفراد من رواد الأعمال والمستشارين الشباب فضلوا الانتقال إلى أبوظبي ودبي بسبب الحوافز الاقتصادية وسهولة البيئة التشغيلية.

والجدير بالذكر، أن الملياردير الروسي نيك ستورونسكي، الرئيس التنفيذي لتطبيق “ريفولوت”، يمضي المزيد من الوقت في الإمارات، مما يظهر تنامي جاذبيتها أمام الشخصيات القيادية في قطاع التكنولوجيا المالية.

ما الذي يجب أن تفعله باريس لاستعادة جاذبيتها؟

في ظل هذه التطورات، تواجه باريس تحدياً كبيراً لإعادة بناء مكانتها كمركز مالي عالمي. يرى محللون أن على باريس تجاوز اعتمادها التقليدي على السياحة والرفاهية والشركات ذات النفوذ السياسي. تتطلب المرحلة الراهنة رؤية اقتصادية جديدة تدعم نشاط الأسواق المالية وتعزز الابتكار.

يُذكر أن البيانات الأخيرة تشير إلى تراجع ملحوظ في الطروحات العامة في سوق الأسهم الفرنسية، مما يُضعف جاذبية باريس أمام منافسيها الدوليين مثل دبي وأبوظبي. وبذلك، تصبح الحاجة ماسة إلى سياسات أكثر مرونة وقدرة على التأقلم مع التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة.