صنعاء: 15 غارة أمريكية جديدة وسكان يروون تفاصيل تحليق الطيران لأول مرة

في تصعيد جديد للوضع في اليمن، شنت الطائرات الحربية الأمريكية 15 غارة جوية استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء، في وقت أكد فيه السكان سماعهم لتحليق مكثف للطيران لأول مرة منذ منتصف الشهر الجاري. يأتي هذا التصعيد العسكري في إطار حملة أمريكية واسعة تعلن أنها تستهدف جماعة الحوثي، فيما يعزو الحوثيون العمليات إلى دوافع سياسية أخرى مرتبطة بالتصعيد في غزة.

الغارات الأمريكية في صنعاء: تفاصيل الضربات الجوية

وفقًا لمصادر محلية، طالت الغارات الأمريكية عدة مواقع حيوية في صنعاء ومحيطها. وذكرت وسائل إعلام الحوثيين أن الهجمات توزعت كما يلي:

• 5 غارات على منطقتي الخضم وجميمة رجام في مديرية بني حشيش شمال المدينة.
• غارتين استهدفتا قاعدة الديلمي الجوية شمال أمانة العاصمة.
• 8 غارات استهدفت مناطق في جربان بمديرية سنحان جنوب صنعاء.

وتزامن هذا القصف مع إعلان الحوثيين عن تصعيد مماثل في محافظة صعدة، شمال اليمن، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن 17 غارة أخرى خلال الساعات الماضية. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس توجهًا أمريكيًا لتكثيف العمليات، خاصة بعد تحذيرات متكررة حول خطر الحوثيين على الملاحة الدولية.

تصريحات القيادة الأمريكية المركزية حول استهداف الحوثيين

أكدت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) استمرار عملياتها العسكرية في اليمن، ونشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات للطائرات الحربية والأسلحة المستخدمة في هذه الضربات. وأوضحت القيادة أن المقاتلات الجوية تقلع من حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس. ترومان”، التي تمركزت في المنطقة لتنسيق الهجمات.

وجاءت هذه الضربات بعد تصعيد حوثي تمثل بمحاولات استهداف الحاملة الأمريكية خلال الأيام الماضية، حيث أعلنت الجماعة عن أربع محاولات استهداف خلال 72 ساعة فقط.

خلفيات الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن

في 15 مارس/آذار، بدأت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية الواسعة، مبررة ذلك بالرد على تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية، خاصة في البحر الأحمر. أميركا ترى في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الحوثية تهديدًا مباشرًا لحرية التجارة البحرية، التي تأثرت بشكل كبير منذ أواخر العام 2023.

على الجانب الآخر، يربط الحوثيون هذه الهجمات الأمريكية بالأحداث الجارية في قطاع غزة، مشيرين إلى أن عملياتهم تأتي كرد على الحرب المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ويتهمون واشنطن بالانحياز إلى إسرائيل وإثارة المزيد من الفوضى في المنطقة.

يظل اليمن اليوم ساحة معقدة لتداخل المصالح الإقليمية والدولية، وسط تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تعقيدات أكبر على المستويات السياسية والإنسانية.