غزة تحت الضغط: احتجاجات شعبية ضد حماس وسط أجواء الحرب المتصاعدة
في تطور غير مسبوق داخل غزة، شهد القطاع المحاصر مظاهرات واسعة النطاق خلال الأسبوع الماضي، حيث عبّر المئات من السكان عن غضبهم تجاه الأوضاع المأساوية والحرب المستمرة. إلا أن الاحتجاجات لم تقتصر على مطالب إنسانية؛ بل تحولت إلى انتقادات مباشرة لحركة حماس وقادتها، مما أظهر تصدعاً داخلياً غير متوقع في صفوف الجبهة الشعبية للقطاع، الذي يعاني من شلل اقتصادي وقصف يومي.
الغضب الشعبي في غزة يتحول: من مظاهرات سلمية إلى هتافات ضد حماس
بدأت المظاهرات من بيت لاهيا، حيث رفع المتظاهرون شعارات تدعو لإنهاء الحرب، وسرعان ما تطورت الهتافات لتشمل انتقادات مباشرة لحماس وقياداتها السياسية. مشاهد احتجاجية مشابهة اندلعت في الشجاعية وجباليا، ما يبرز حالة الغليان الشعبي غير المسبوقة.
قامت عناصر من حماس بمحاولة تفريق الاحتجاجات أمام المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، ما دعا عدداً من الشبان للتدخل وتهدئة الوضع. ولم يقتصر الغضب الشعبي على المطالب الاقتصادية فقط، بل طال أيضاً الدور الذي تلعبه حماس في الفترة الأخيرة، مما سبب انقساماً واضحاً في المشهد الداخلي الغزي.
أسباب الغضب الشعبي في غزة: ضغوط إنسانية وسياسية تتزايد
يشير محللون إلى أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية دفعت سكان غزة للخروج إلى الشوارع بتلك الشجاعة:
- الضيق الاقتصادي: تستمر الحرب منذ تسعة أشهر، وسط دمار هائل للبنية التحتية ونقص متزايد في الإمدادات الغذائية والطبية.
- الأوضاع الإنسانية: مجتمع يعاني من انعدام الأمن، مجاعة متوقعة، ونقص في المأوى مما يجعل الحياة شبه مستحيلة.
- الضغط الخارجي: التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تدعو سكان غزة إلى الضغط على قادتهم، والتي أضافت مزيداً من التوتر الداخلي.
تزايد معاناة الغزيين أجبر البعض على كسر الصمت لأول مرة منذ سنوات، مما يكشف عن حالة إحباط شديدة تجاه ما يعتبرونه فشلاً سياسيًا في إدارة الأزمة.
ردود فعل الفصائل الفلسطينية على الاحتجاجات في غزة
في ظل تصاعد الاحتجاجات، أصدرت فصائل العمل الوطني والإسلامي بياناً تحذيرياً يدعو الشعب الغزي إلى الحذر من استغلال معاناتهم لتفكيك الوحدة الفلسطينية. جاء في البيان: “إننا ندعوكم إلى اليقظة والانتباه من كل محاولة لحرف مسار حراككم الجماهيري الغاضب واستغلال معاناتكم لتهديد التماسك الوطني”.
البيان اعتبر أن هذه الاحتجاجات قد تحمل في طياتها استغلالاً من أطراف خارجية، خاصة مع تنامي الدعوات الإسرائيلية لتحريض السكان ضد قيادات المقاومة.
جميع السيناريوهات مفتوحة؛ من تصعيد أكبر في الاحتجاجات مع استمرار القمع، إلى تدخل دولي محتمل لاحتواء الأزمة الإنسانية التي تزداد سوءًا يوماً بعد يوم. وعلى الرغم من كل ذلك، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه التحركات الشعبية ستحدث تغييراً جذرياً في شكل الحكم داخل غزة، أو أنها ستبقى مجرد لحظة من الغضب العابر. الوضع في القطاع أصبح قابلاً للانفجار أكثر من أي وقت مضى، بينما يدفع سكان غزة الثمن الأكبر من حياتهم ومقدراتهم.