إيران وخدمة مشروع مملكة داوود المزعومة: أسرار وخفايا تكشف الحقيقة

في خطوة عادت من جديد لتثير الجدل حول أدوار القوى الإقليمية، يتواصل الحديث عن الدور الإيراني في الشرق الأوسط وعلاقته بالمخططات الصهيونية المزعومة. إيران، التي ارتبط اسمها بالتدخلات الإقليمية والصراعات الطائفية، تتصدر المشهد كأداة خفية لإعادة تشكيل المنطقة، فيما تعمل السياسات العالمية على تعزيز نفوذها ضمن حدود مدروسة لخدمة مشروع مملكة داوود المزعومة وتحقيق هيمنة إسرائيل على حساب القوى العربية.

الدور الإيراني ومعالم مشروع مملكة داوود المزعومة

عاد الحديث عن دور إيران في الشرق الأوسط إلى الواجهة، بوصفها قوة إقليمية تستغل الصراعات الطائفية والمذهبية لتعزيز النفوذ. تاريخياً، لعب الفرس أدواراً استثنائية في دعم اليهود، كما حدث مع الملك كورش الكبير خلال فترة السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد. آنذاك، نظر اليهود إلى كورش كمنقذ إلهي سمح بعودتهم إلى القدس وإعادة بناء الهيكل. واليوم، يبدو أن النظام الإيراني بقيادة الملالي يعيد تكرار الدور ذاته، عبر نهج سياسي واستراتيجي يسهم في تهيئة المنطقة لتوسيع هيمنة الصهيونية ضمن مشروع مملكة داوود.

بحسب تقارير وتحليلات، فقد أُعدّ النظام الإيراني ليشكل عدواً ظاهرياً لإسرائيل، لكن ممارسات طهران الإقليمية تخدم أهداف القوى الكبرى. من خلال تدخلها في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، أسهمت إيران في خلق حالة من الفوضى المستمرة التي منعت أي استقرار يتيح لدول أخرى وضع استراتيجيات تنافسية في الإقليم.

هل إيران عدو أم أداة؟ السياسة الخفية في الشرق الأوسط

على الرغم من التصعيد الإعلامي بين إيران وإسرائيل، تقدّم طهران خدمات مهمة للصهيونية العالمية، أبرزها إبقاء منطقة الخليج ومحيطها في حالة ترقب دائم، ما يجبر دول المنطقة على تقوية علاقتها بالولايات المتحدة. هذا السيناريو، وفقاً للمحللين، يسهم في نقل مركز النفوذ من الخليج إلى إسرائيل عبر ما يعرف بـ”السلام الإبراهيمي”. علاوة على ذلك، تعمل إيران كعائق رئيسي أمام صعود قوى عربية مثل مصر، التي تشكل تهديداً لأي مخطط يهدف إلى تفكيك المنطقة سياسيًا وثقافيًا.

وتظهر دلائل على أن النفوذ الإيراني يُستخدم أيضاً لخلق توازن يخدم التوجهات الصهيونية، بحيث تبقى إيران شريكاً مخادعاً لتحقيق المخطط بأكمله، في الوقت الذي يتم فيه تحجيم دورها لاحقاً بما يخدم الأهداف طويلة المدى.

إيران والشرق الأوسط الجديد: شريك بديل أم أداة مؤقتة؟

لا يمكن التغاضي عن الدور الذي تلعبه إيران في رسم خريطة النفوذ الإقليمي، خصوصاً مع استخدام طهران كورقة ضغط استراتيجية. حتى مع محاولات تقليص وجودها في بعض المناطق مثل العراق ولبنان، يبقى استمرار نظام الملالي ضرورياً ضمن معادلات القوى الكبرى. أهداف هذه الاستمرارية تشمل ضمان عدم صعود منافسين حقيقيين في المنطقة، وخدمة مخطط مملكة داوود المزعومة كإطار لشرق أوسط جديد، حيث تكون إسرائيل القوة المركزية.

ومع كل ما يقال عن العدائية الإيرانية تجاه الغرب، يؤكد المراقبون أن الكثير من هذا الخطاب مجرد واجهة. في الواقع، تدير طهران دورها بحذر، موفرةً خدمة مزدوجة، بين إثارة الذعر الإقليمي وحماية المصالح الصهيونية، مما يجعلها شريكًا في منظومة تبقي القوى العربية مقيدة وتمنع أي نهضة قد تطيح بهذه المخططات.

إيران تمثل اليوم الامتداد الحديث لدور فارس القديمة في خدمة المخططات اليهودية، حيث تتحرك باحترافية داخل المشهد السياسي لتكريس شرق أوسط يعزز الهيمنة الإسرائيلية ويبقي التحديات الكبرى بعيدة عن النفوذ العربي.