أداء مخيب: منتخب ليبيا يثير استياء الجماهير بخسارته أمام الكاميرون

تلقى منتخب ليبيا هزيمة ثقيلة أمام نظيره الكاميروني بنتيجة 3-1، في المواجهة التي جمعتهما ضمن الجولة السادسة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. هذه الخسارة وضعت المنتخب الليبي في موقف محرج، حيث توقفت فرصه في التأهل بشكل شبه نهائي، مع استمرار الانتقادات الحادة تجاه اللاعبين والجهاز الفني، وسط تفاعل كبير من وسائل الإعلام والمشجعين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

خسارة منتخب ليبيا أمام الكاميرون تُضعف آمال التأهل

الخسارة أمام الكاميرون أوقفت رصيد منتخب ليبيا عند 8 نقاط، ليحتل المركز الثالث في المجموعة الرابعة، بعيدًا بفارق 5 نقاط عن منتخب الرأس الأخضر المتصدر و4 عن الكاميرون. بهذا الوضع، باتت فرص منتخب ليبيا في التأهل إلى كأس العالم 2026 شبه مستحيلة، ما أثار استياء الجماهير المحلية والوسط الرياضي.

وقد أعاد عدد من النقاد ومحللي الرياضة الأخطاء التنظيمية والإدارية التي ارتكبها اتحاد الكرة إلى الواجهة باعتبارها سببًا رئيسيًا في إخفاق المنتخب. كما تساءل كثيرون عن جدوى تعيين السنغالي أليو سيسيه في توقيت حساس لم يسمح له بالتحضير، وتكليف المدرب المحلي أبوبكر الحرك لقيادة الفريق خلال المواجهات المهمة، وهو قرار وُصف بأنه متسرع وغير مدروس.

انتقادات واسعة لتحركات اتحاد الكرة المحلي

حمّل نجوم كرة القدم الليبية السابقون، وعلى رأسهم علي البشاري، اتحاد الكرة مسؤولية الإخفاق الأخير. وأكد البشاري في تصريحات إعلامية أن القرارات المرتبكة والإعداد العشوائي كانا السبب الرئيسي وراء هذه النتائج المخيبة. على صعيد آخر، أشار عبد الله العمامي، الحارس السابق للمنتخب، إلى غياب الخطط المدروسة، واعتبر أن التعامل مع المدرب الوطني الحرك كان مغامرة غير محسوبة.

الإعلام الرياضي المحلي شارك بدوره في تسليط الضوء على مكامن الخلل. فقال الإعلامي مؤيد إسكندر إن المنتخب يفتقر إلى الخطط والاستمرارية، مقارنة بأندية الدوري المحلي التي تملك انسجامًا أكثر. أما الصحفي شير ميلاد، فقد علق قائلاً: “الواقع دائمًا يفرض نفسه”، في إشارة إلى غياب الاحترافية عن أداء المنتخب الوطني.

الجماهير الليبية تفقد الثقة في المنظومة الرياضية

تصاعدت ردود الفعل الجماهيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أجمعت الآراء على أن الفشل كان نتيجة لضعف الأداء الفني والإدارة العشوائية داخل المنظومة الرياضية الليبية. وجاءت الانتقادات حادة ومباشرة، واصفة الوضع الحالي بأنه نتيجة حتمية لسوء التخطيط وعدم كفاءة القيادات الرياضية، سواء على مستوى الأندية أو الاتحاد.

في خضم ذلك، عبر العديد من المحللين عن استيائهم من غياب روح الفريق والانضباط داخل المنتخب. وختم الصحفي إلياس الجيلاني حديثه قائلاً: “المنظومة الرياضية بأكملها بحاجة إلى إعادة بناء”، مطالبًا بإجراء تغييرات جذرية تُمكّن منتخب ليبيا من العودة إلى المنافسات الدولية بشكل قوي.

الخسارة المؤلمة لا تعكس فقط نهاية أمل منتخب ليبيا في التأهل للمونديال، بل تسلط الضوء على الحاجة الماسة لإصلاح شامل في كرة القدم الليبية، التي يبدو أنها تفتقد إلى الاستدامة والتخطيط.