أسعار الملابس تقضي على فرحة الأولاد بالعيد وتثقل كاهل الأسر

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تشهد أسواق الملابس الجاهزة في الكويت حالة من الجدل بين المواطنين والتجار حول ارتفاع أسعار الملابس التي أصبحت مصدر قلق للأسر ذات الدخل المحدود. ورغم الإقبال التقليدي على شراء الملابس الجديدة في هذه الأيام، يعاني الكثيرون من تأثيرات الزيادات المستمرة في الأسعار التي تجاوزت، وفق بعض المتسوقين، نسبة 30% عن العام الماضي.

ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة يقيد فرحة العيد

مع دخول موسم الأعياد، تتزايد شكاوى المستهلكين في الكويت بشأن الارتفاعات الكبيرة في أسعار الملابس الجاهزة. المواطن صلاح الدكش، الذي خرج لشراء ملابس جديدة لأطفاله، أبدى استياءه من قفزة الأسعار هذا العام، إذ ارتفعت أسعار القطع الأساسية مثل “التيشرتات” من دينارين إلى أكثر من أربعة دنانير. هذا التزايد في الأسعار خلق تحديات كبيرة للأسر محدودة الدخل التي باتت تعاني من صعوبة تأمين تكاليف الاحتياجات الأساسية للعيد.

على الجانب الآخر، يبرر أصحاب المحال التجارية ارتفاع الأسعار بأنه ناتج عن زيادة تكاليف الإنتاج في الدول المصنعة، وارتفاع تكاليف النقل والخامات مثل الأقطان. جمال العربي، مسؤول في أحد متاجر الملابس، أشار إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل متفاوت قبيل الأعياد للتعويض عن فترات الركود التي شهدها السوق.

شكاوى من الجودة إلى جانب الأسعار

من بين أبرز الشكاوى التي وجهها المستهلكون هذا الموسم، كانت مشكلة تدني جودة الملابس المعروضة في الأسواق رغم ارتفاع أسعارها. يقول محمد علي إن أكثر من 90% من القطع تُصنع بمواصفات سيئة، حيث تتلاشى ألوانها بسرعة وتظهر عليها علامات “الوبر” مع الغسيل الأول. ورغم ذلك، تُباع بأسعار مرتفعة تعادل أحيانًا منتجات ذات جودة أعلى.

كما أفاد جميل الإبراهيم بأن بعض المتاجر تروج منتجات تحتوي على عيوب تصنيع دون إبلاغ المشترين، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام الجهات الرقابية بحماية المستهلكين.

جهود لمعالجة ارتفاع الأسعار وتحقيق التوازن

للتعامل مع هذه المشكلة، طالب العديد من المستهلكين الحكومة، وخاصة وزارة التجارة والصناعة، بإجراءات صارمة لمراقبة السوق والحد من التضخم غير المبرر في أسعار الملابس خلال المواسم. كما دعا البعض إلى تعزيز ثقافة الجودة والشفافية لدى أصحاب المحال التجارية، وتفعيل قوانين تحمي المستهلك من استغلال المناسبات مثل الأعياد.

في المقابل، رأى جمال العربي أن هناك سوقًا منافسة تنشط في المواسم، مثل سوق الجمعة، حيث تُباع الملابس بأسعار أقل بكثير من محال المراكز التجارية، لكن بعض البضائع هناك تكون مُعاد تدويرها، مما قد يسبب أضرارًا صحية.

بين ارتفاع الأسعار وتراجع الجودة، يبقى تحقيق التوازن بين البائع والمستهلك التحدي الأبرز. ومع دخول موسم ما بعد العيد، تأمل الأسر أن تشهد الأسواق استقرارًا في الأسعار وتعزيزًا لجودة المنتجات بما يعزز تجربة التسوق في المستقبل.