الشمول المالي للمرأة: البنك المركزي يدشّن الفعالية السنوية لدعم التمكين المالي

في احتفالية عالمية لدعم المرأة وتعزيز دورها في الاقتصاد، أطلق البنك المركزي المصري فعالية “الشمول المالي للمرأة”، التي تُعقد سنويًا من 8 مارس وحتى نهاية الشهر، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وتهدف الفعالية إلى زيادة معدلات الشمول المالي للسيدات من خلال تشجيعهن على استخدام الخدمات المالية الرسمية، وتعزيز التوعية بأهمية التمويل المصرفي لدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي.

الشمول المالي للمرأة: تطور ملموس في الأرقام

نجحت مبادرات الشمول المالي الموجهة للمرأة، التي أطلقها البنك المركزي منذ عام 2019، في تحقيق نمو هائل. وفقًا للإحصائيات، تمت إتاحة 1.4 مليون منتج مالي حتى مارس 2024. شملت النتائج فتح 664 ألف حساب بنكي، إصدار 530 ألف بطاقة مدفوعة مقدمًا، وإنشاء 196 ألف محفظة ذكية. كما ارتفعت نسبة الشمول المالي للمرأة بنهاية ديسمبر 2024 إلى 68.8%، مقارنة بـ17.4% فقط في عام 2016.
من خلال استراتيجيات الشمول المالي (2022-2025)، يسعى البنك المركزي لتوفير بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة للمرأة، بالتعاون مع مختلف الجهات المحلية والدولية. تضمنت المبادرات تيسيرات للسيدات لفتح الحسابات البنكية باستخدام الهوية فقط، خاصة لربات المنازل وأصحاب المشاريع الصغيرة، والتغلب على العقبات التي تواجه الأمهات الأرامل والمطلقات.

البنك المركزي يعزز التعليم المالي وتطوير المنتجات المخصصة للمرأة

تؤمن استراتيجية البنك المركزي بأهمية التثقيف المالي لزيادة وعي المرأة بالخيارات المصرفية وتمكينها من اتخاذ قرارات مالية سليمة. ويشمل هذا النهج تدريب موظفي البنوك بالتعاون مع مؤسسات كبرى مثل “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” و”البنك الدولي للمرأة”، لفهم احتياجات المرأة المصرفية بشكل أفضل.
كما بادرت البنوك بإطلاق باقات مالية مخصصة للمرأة، تسهم في توفير حلول تتماشى مع تطلعاتها الاقتصادية. وتشمل هذه المنتجات خدمات تناسب السيدات العاملات، وربات الأسر، وأصحاب المشاريع الصغيرة، بهدف دفع عجلة التنمية والتمكين الاقتصادي.

التكنولوجيا المالية والشمول الرقمي كأدوات لدعم المرأة

إدراكًا لدور التكنولوجيا في تعزيز الشمول المالي، أطلق البنك المركزي مشروع “تحويشة”، الذي يعتمد على تطبيق ادخاري رقمي مخصص للمرأة في الريف والقرى. يهدف المشروع إلى تمكين السيدات من الادخار والاقتراض لإنشاء مشاريع صغيرة. بحلول ديسمبر 2024، انضم أكثر من 246.4 ألف سيدة للمبادرة، مع تثقيف 209 ألف أخريات.
لم تتوقف الجهود عند هذا الحدّ، بل شملت مشروع “رقمنة تحويلات العاملين بالخارج”، الذي يركز على تحسين الوصول للخدمات المالية، حيث تستفيد 1.5 مليون سيدة من عمليات التحويل.

تأتي هذه الإنجازات لتعكس التزام البنك المركزي المصري بتمكين المرأة اقتصاديًا وتعزيز مشاركتها في المنظومة المصرفية بشكل يشمل الجميع، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.