خسارة قطر أمام قيرغيزستان تقلص آمال التأهل المباشر بأداء غير مقنع.

بدد منتخب قطر آماله في التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد هزيمة غير متوقعة أمام قيرغيزستان بثلاثة أهداف مقابل هدف في تصفيات آسيا، مما أثار قلق الشارع الرياضي. ورغم الأداء الهزيل، لا تزال الفرصة قائمة أمام العنابي لاستكمال مشواره بشرط تقديم أداء أقوى في الجولتين المتبقيتين ضد إيران وأوزبكستان، لتدارك الأخطاء القاتلة التي ظهرت في اللقاء الأخير.

أداء باهت وخيارات مدرب منتخب قطر تثير الجدل

بدأت مباراة منتخب قطر ضد قيرغيزستان بخيارات تكتيكية أثارت تساؤلات عديدة حول استراتيجية المدرب الإسباني لويس غارسيا. القرار بالاعتماد على ثلاثي دفاعي مكون من أحمد سهيل، لوكاس مينديز، وبيدرو ميغيل، مع تجاهل طارق سلمان، أضاف ضغوطًا على الخط الخلفي. كما أن إشراك عبد العزيز حاتم إلى جانب أحمد فتحي في الوسط، مع إبقاء مصطفى طارق بديلًا، أضعف الترابط الهجومي.

تفتقر التوليفة التي اختارها المدرب للضغط العالي واستغلال نقاط ضعف المنافس. لم يتقدم ظهيرا الأطراف همام الأمين ومراد ناجي لدعم الهجوم بشكل مؤثر، ما أدى إلى عزلة ثلاثي المقدمة – المعز علي، أكرم عفيف، وإدميلسون جونيور – وفقدان الترابط بين خطوط الفريق. هذه العوامل منحت منتخب قيرغيزستان فرصة لبسط سيطرته وصنع عدة فرص خطيرة، فيما اقتصرت محاولات العنابي على اجتهادات فردية لم ترتقِ لمستوى المنافسة.

أخطاء دفاعية قاتلة تُصعب المهمة

أثرت الأخطاء الفردية والإدارية بشكل كبير على الأداء القطري. ارتكب لوكاس مينديز خطأ في التغطية الدفاعية أدى لتسجيل قيرغيزستان الهدف الأول، قبل أن يعادل العنابي النتيجة بهدف مشترك بين مينديز وأحمد سهيل. ولكن فقدان الانضباط ظهر مجددًا مع تعرض مينديز للطرد بعد تدخل خطير بالدقيقة الـ56، ما قلب موازين اللقاء تمامًا.

بدلاً من تصحيح الأخطاء وتفعيل بناء الهجمات من الخلف، لجأ المدرب إلى تغييرات عشوائية لم تُثمر. استمرار الأداء الضعيف لرواق مراد ناجي منح أفضلية كبيرة للمضيف، الذي استغل ضعف المنظومة الدفاعية وسجل هدفين إضافيين، حاسمًا اللقاء بنتيجة 3-1 لصالحه.

أرقام مخيبة لوضوح أوجه القصور الدفاعي والهجومي لدى منتخب قطر

إحصائيًا، كشف اللقاء عن نقاط ضعف عديدة في أداء منتخب قطر. بالرغم من الاستحواذ بنسبة 54%، إلا أن الفريق لم ينجح في تحويل هذا الاستحواذ إلى فرص حقيقية، مكتفيًا بصناعة فرصتين فقط طوال المباراة. من جانب آخر، حقق المنتخب القيرغيزي فعالية هجومية بثلاثة أهداف من أصل خمس فرص محققة، مع استحواذ أقل (46%).

دفاعيًا، واصل العنابي تلقيه للأهداف بسهولة، بواقع 21 هدفًا في 8 مباريات، بمعدل يزيد عن 2.5 هدف في اللقاء الواحد. هذا الوهن الدفاعي، بجانب افتقار الكفاءة الهجومية، يُظهر بوضوح التحديات التي تواجه الجهاز الفني قبل المواجهات القادمة المصيرية.

على الجانب الإيجابي، لا تزال فرص منتخب قطر قائمة للتأهل عبر التصفيات في حال تدارك الأخطاء والتركيز على الوصول بالكرة بفعالية أكبر، فيما تُلقي الأضواء على ضرورة إشراك العناصر الأنسب لتعزيز المنظومة التكتيكية وتحقيق التوازن المطلوب.