في ظل التحوّل المتسارع نحو السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، تواجه مبيعات السيارات التقليدية في الاتحاد الأوروبي انخفاضًا مستمرًا منذ عام 2019. وتشير التوقعات إلى تراجع حاد بنسبة 57% في عام 2025 مقارنة بعام 2024، ليصل إجمالي المبيعات إلى 2.22 مليون وحدة فقط. ويمثل هذا التغيير تحولًا جذريًا في سوق السيارات الأوروبية، مع ازدياد الاعتماد على المركبات الكهربائية والهجينة كبديل للسيارات التقليدية العاملة بالبنزين والديزل.
تراجع مبيعات السيارات التقليدية في الاتحاد الأوروبي
شهدت مبيعات السيارات التقليدية في الاتحاد الأوروبي تحولات كبيرة خلال العقد الماضي. فبعد أن حققت ذروتها عند 12.5 مليون وحدة في عام 2019، تراجعت تدريجيًا إلى 5.14 مليون وحدة في عام 2024، وسط ضغوط تنظيمية متزايدة لتقليل الانبعاثات الكربونية. وفي سياق هذه التراجعات، أظهرت البيانات انخفاضًا ملحوظًا خلال الأعوام الماضية، كما يُوضَّح في القائمة التالية:
- 2020: 7.7 مليون وحدة.
- 2021: 6.1 مليون وحدة.
- 2022: 5.0 مليون وحدة.
- 2023: 5.4 مليون وحدة.
- 2024: 5.1 مليون وحدة.
- 2025 (توقعات): 2.22 مليون وحدة.
ويُعزى هذا التراجع إلى السياسات الصارمة التي تتبناها الحكومات الأوروبية لتقليص الاعتماد على السيارات التقليدية، ما دفع شركات السيارات للتركيز على تطوير نماذج كهربائية وهجينة.
نمو مبيعات السيارات الهجينة والكهربائية
بالتزامن مع انخفاض السيارات التقليدية، شهدت مبيعات السيارات الهجينة في الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا ملحوظًا، حيث نمت من 140 ألف وحدة في 2019 إلى 530 ألف وحدة في 2020، واستمرت في التزايد لتصل إلى 910 آلاف وحدة متوقعة في 2025. تأتي هذه الزيادة مع توسع دول الاتحاد الأوروبي في السياسات الداعمة للطاقة النظيفة.
أما السيارات الكهربائية الخالصة، فقد حققت طفرة مذهلة في المبيعات. فبينما اقتصرت المبيعات على أقل من 10 آلاف وحدة في عام 2011، ارتفعت تدريجيًا لتبلغ 1.55 مليون سيارة في 2023، مع توقعات بتجاوزها حاجز 2.47 مليون وحدة في 2025.
- 2020: 0.54 مليون وحدة.
- 2023: 1.55 مليون وحدة.
- 2025 (توقعات): 2.47 مليون وحدة.
مستقبل السيارات التقليدية في أوروبا
أمام هذا التحول، يبدو أن مبيعات السيارات التقليدية في الاتحاد الأوروبي قد تدخل مرحلة النهاية مع دخول الحظر الأوروبي على مركبات الاحتراق الداخلي حيز التنفيذ بحلول عام 2035. ورغم ذلك، تواجه هذه الخطط تحديات حقيقية، إذ تطالب شركات السيارات الكبرى بمرونة أكبر، وسط مخاوف من عدم استقرار السوق واعتماد المستهلكين في بعض المناطق.
من الواضح أن مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة في طريقها لتجاوز التقليدية، في وقت تزداد فيه التحديات أمام شركات السيارات الأوروبية للتكيف مع تغيرات السوق وسلوك المستهلكين.
