في خطوة تعكس جهودًا دبلوماسية متواصلة تجاه تحقيق السلام، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا عن نتائج إيجابية لمباحثات ثنائية فنية أجريت في الرياض، عاصمة السعودية. المباحثات التي استمرت من 23 إلى 25 مارس 2025، جاءت استجابة لتفاهمات تمت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، وركزت على قضايا حيوية مثل الملاحة في البحر الأسود وتبادل أسرى الحرب، مما يمهد الطريق نحو تسوية سلمية شاملة.
اتفاق أمريكي أوكراني لتعزيز الأمن البحري في البحر الأسود
في بيان مشترك صادر عن البيت الأبيض، أكدت الولايات المتحدة وأوكرانيا التوافق بشأن خطوات تضمن الملاحة الآمنة في البحر الأسود، بما يشمل عدم اللجوء للقوة ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية. الاتفاق يسعى لتعزيز الاستقرار في المنطقة وسط تحديات كبيرة تصاحب تصعيد النزاع مع روسيا.
وتمثل الملاحة البحرية في البحر الأسود محورًا استراتيجيًا للاقتصاد العالمي، حيث تعتمد العديد من الدول على هذه المياه لنقل البضائع والطاقة. ويعزز هذا الاتفاق الجهود المبذولة لضمان سلامة التجارة وحماية مصالح الدول المشاطئة، في وقت تسعى فيه واشنطن لتوسيع التعاون مع شركائها الدوليين.
آليات لتبادل أسرى الحرب وإعادة الأطفال الأوكرانيين
ضمن المباحثات، تم الاتفاق على آليات لتسهيل تبادل أسرى الحرب بين الطرفين، مع الأولوية لإطلاق سراح المعتقلين المدنيين. كما ناقش الطرفان ملف الأطفال الأوكرانيين الذين قيل إنهم نقلوا قسرًا إلى مناطق مختلفة، مؤكدين العمل على إعادتهم إلى بلادهم بسلام.
ويعتبر هذا الموضوع أحد أبرز فصول الأزمة الأوكرانية، حيث عبرت منظمات حقوقية دولية عن قلقها إزاء مصير هؤلاء الأطفال، مما جعل الاتفاق خطوة إيجابية تنعكس على المستوى الإنساني.
الاتفاقات تشمل حماية المنشآت الحيوية للطاقة
بحسب البيان، شدد الطرفان على ضرورة حظر استهداف المنشآت الحيوية للطاقة في كل من روسيا وأوكرانيا، وهو مطلب يعكس إدراك الطرفين لأهمية هذه المنشآت كركيزة للاستقرار الاقتصادي.
كما أثنى البيان على إمكانية مساهمة دول أخرى في تنفيذ الاتفاقات المبرمة، مما يعكس البعد الدولي لهذا النزاع وارتباطه بمصالح اقتصادية وسياسية عالمية.
وثمنت الولايات المتحدة دور السعودية في استضافة هذه المحادثات، إذ أكد ترامب على أهمية الجهود الدولية لتحقيق تسوية شاملة للنزاع القائم، معتبراً وقف القتال خطوة محورية نحو إحلال السلام. تبقى التساؤلات قائمة حول مدى استدامة هذه التفاهمات وسط تصعيد التوترات في المنطقة.