في واحدة من أكثر المحاكمات الرياضية إثارة للجدل خلال العقد الماضي، حصل سيب بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والفرنسي ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) سابقًا، على حكم بالبراءة من تهم الفساد أمام محكمة سويسرية. وجاء هذا القرار ليختتم سنوات من المعارك القانونية التي أوقفت مسيرتهما الرياضية وأثارت تساؤلات حول إدارة كرة القدم العالمية.
محكمة سويسرية تؤكد براءة بلاتيني وبلاتر من تهم الفساد
أصدرت محكمة الاستئناف الاستثنائية في مدينة موتينز السويسرية قرارًا تاريخيًا يرفض فيه مطالب الادعاء بسجن سيب بلاتر وميشيل بلاتيني لمدة 20 عامًا بتهم فساد مالي. التهم كانت تتعلق بمبلغ يزيد عن مليوني فرنك سويسري (نحو 2.09 مليون يورو) نُقل بشكل غير قانوني من الفيفا لبلاتيني.
أثارت المحاكمة تساؤلات حول طبيعة العلاقة المالية بين بلاتر وبلاتيني، خصوصًا مع توقيع عقد استشاري في 1998 يضمن لبلاتيني تمويلًا سنويًا بقيمة 300 ألف فرنك سويسري. وفي 2011، طالب بلاتيني بدفع مبلغ إضافي يُزعم أنه دين مستحق، وهو ما وضع المسؤولين أمام القضاء بعد أن طفا الأمر إلى السطح عام 2015. لكن في النهاية، جاء حكم 2022 ليُعيد تأكيد براءتهما، وتم اليوم إغلاق الملف نهائيًا لصالحهما.
بلاتيني يشيد بقرار المحكمة ويكشف عن “المؤامرة” ضده
في تعليقه على الحكم، أعرب الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني عن سعادته بالبراءة التي أنهت معركة قانونية دامت عقدًا من الزمن، قائلًا، “استرددت شرفي واعتباري اليوم”. وأشار بلاتيني إلى أن القضية كانت محاولة لإبعاده عن رئاسة الفيفا، معتبرًا أن خصومه نجحوا في تعطيله لعشر سنوات لكنهم فشلوا في إسقاطه نهائيًا.
بلاتيني تحدث عن شعوره بالعزلة خلال المعركة القانونية، مشيرًا إلى قوة النفوذ والمال في عالم رياضة كرة القدم. وأضاف بأن مرور الوقت كان أهم عوامل الضغط التي استخدمها خصومه، ولكن مع تبرئته، أصبح بمقدوره طي الصفحة نهائيًا.
تأثير القضية على مستقبل إدارة كرة القدم العالمية
قضية بلاتيني وبلاتر ليست فقط إغلاقًا لمأساة شخصية لمسؤولين رياضيين، بل تُعد أيضًا اختبارًا لأنظمة الشفافية والمساءلة داخل منظومة إدارة كرة القدم. تسببت المزاعم بإيقافهما لثماني سنوات عن أي منصب كرة قدم عالمي، رغم تقليص العقوبة لاحقًا.
تأتي هذه البراءة في وقت تواجه فيه الفيفا واليويفا دعوات متزايدة لتعزيز الرقابة الداخلية والحفاظ على الشفافية في تمويل الأنشطة الرياضية. ويرى البعض أن إعادة فتح النقاش حول الحوكمة المالية أمر لا بدّ منه لضمان عدم تكرار مثل هذه القضايا التي تهز الثقة في أبرز مؤسسات كرة القدم.
### القرارات النهائية
– براءة بلاتر (89 عامًا) وبلاتيني (69 عامًا) من تهم فساد.
– عودة الملف إلى عام 2015 بعد كشف مدفوعات مشبوهة.
– الفيفا واليويفا يواجهان تحديات لاستعادة الثقة الدولية.
ختامًا، بينما يغلق هذا الفصل المثير للجدل، تظل القضية مثالًا واضحًا على أهمية الشفافية والحكم الرشيد في أعقد الرياضات وأكثرها شعبية على مستوى العالم.