في تطور جديد على الساحة الرياضية والقضائية، أصدرت محكمة سويسرية اليوم الثلاثاء حكمًا بتبرئة جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وميشيل بلاتيني، لاعب كرة القدم السابق ورئيس الاتحاد الأوروبي السابق، من تهم الفساد. الحكم يأتي بعد عامين ونصف من الاتهامات التي أثارت جدلًا واسعًا في عالم الكرة، مؤكدة عدم وجود أدلة تدين الشخصيتين اللتين تعتبران من الأبرز في تاريخ اللعبة.
تبرئة بلاتر وبلاتيني: انتصار قضائي جديد
أكدت صحيفة “آس” الإسبانية أن غرفة الاستئناف الاستثنائية بالمحكمة الجنائية السويسرية في بلدة موتينز بالقرب من بازل أصدرت حكمها النهائي لصالح بلاتر وبلاتيني، بعدما استمعت إلى حيثيات القضية التي أعيد فتحها عقب استئناف قدمه مكتب المدعي العام الفيدرالي السويسري على الحكم الصادر عام 2022. القضية كانت تتعلق بدفع مبلغ مليوني فرنك سويسري (ما يعادل 2.26 مليون دولار أمريكي) إلى بلاتيني في عام 2011.
ونفى الاثنان مرارًا ما نسب إليهما من تهم، مشددين على أن هذه الأموال كانت جزءًا من مستحقات مالية مشروعة بناءً على اتفاق مبرم بينهما. القرار القضائي يعيد تسليط الضوء على تأثير النفوذ في المؤسسات الرياضية ومدى تأثرها بالصراعات الداخلية.
بلاتيني يعبر عن ارتياحه بعد تبرئته
ميشيل بلاتيني، اللاعب الأسطوري الذي شغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أعرب عن شعوره بالارتياح بعد مغادرته قاعة المحكمة في بلدة موتينز السويسرية. وصرح بلاتيني قائلاً: “لقد استعدت شرفي اليوم، وأنا سعيد للغاية. كنت على يقين من براءتي منذ البداية، لكن هذه الاتهامات كانت تهدف لمنعي من الوصول إلى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم”.
وأضاف بلاتيني أن الصراعات السياسية والعالم المليء بالنفوذ والمال ساهم في ظهور هذه القضية وتطورها، مشيرًا إلى أن الأمر كان مؤامرة لتهميشه عن المشهد الرياضي العالمي. ورغم مرور عشر سنوات على هذه المعاناة، فإن الحكم شكّل انتصارًا على خصومه.
محطات مثيرة في القضية وتداعيات مستقبلية
خضعت القضية لمجموعة من المحطات البارزة، حيث شملت:
- إدانة بلاتر وبلاتيني عام 2021 لأول مرة بتهم تتعلق بالفساد والاحتيال المالي.
- الحكم بتبرئتهما في 2022 وسط ضغوط جماهيرية ومؤسسية كبيرة.
- استئناف مكتب المدعي العام الفيدرالي السويسري لقرار التبرئة ما أعاد القضية إلى الواجهة.
تداعيات هذا الحكم قد تكون بعيدة المدى، إذ إنه يعيد فتح النقاش حول شفافية المؤسسات الكبرى في عالم كرة القدم، مثل الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. كما أنه يشكّل رسالة واضحة بشأن أهمية إثبات الاتهامات بدلًا من البناء على الافتراضات.
بعد نهاية هذه القضية، تظل الرياضة العالمية تسير في أجواء مُلبَّدة بالسياسة والصراعات، ولكن تبرئة بلاتر وبلاتيني أعادت التأكيد على أن العدل قد يحقق انتصارات في الوقت المناسب، عندما يثبت الحقائق بوضوح.