زيادة مرعبة بأسعار الملابس.. الأهالي تبحث عن بدائل والتجار يلومون ارتفاع الدولار

تزايدت شكاوى الأسر المصرية مع اقتراب المناسبات المتعلقة بالأعياد، حيث أصبحت أسعار الملابس عائقًا كبيرًا أمام الكثيرين، خاصة مع استمرار ارتفاع التكاليف المعيشية، ومعدلات التضخم التي ألقت بظلالها على الأسواق المحلية. ويبدو أن الأزمة قد دفعت العديد من الأسر للبحث عن بدائل مبتكرة لتأمين احتياجاتهم الأساسية، في ظل ارتفاع أسعار الملابس بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي.

أسعار الملابس ترتفع بنسبة 40%.. والتجار يلومون الدولار

شهدت أسعار الملابس في مصر زيادات ملحوظة خلال العام الجاري، حيث أكدت سارة محمود، صاحبة محل ملابس، أن الأسعار ارتفعت بنسبة تفوق 40% مقارنة بالعام الماضي. على سبيل المثال، ارتفعت تكلفة ملابس الأطفال من متوسط 150 جنيهًا إلى 250 جنيهًا للقطعة الواحدة. وتعود هذه الزيادة بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، إلى جانب تقلبات سوق النسيج العالمية.

ويعزو محمد أحمد، مالك متجر ملابس في القاهرة، هذه الزيادة إلى صعود سعر الدولار، الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الملابس المستوردة بنسبة وصلت إلى 50%. حيث أصبحت تكلفة القطعة المستوردة الواحدة 750 جنيهًا بدلاً من 500 جنيه العام الماضي، نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن وتخزين البضائع.

ميزانية ملابس العيد تتجاوز 2500 جنيه للأسرة المصرية

العديد من الأسر باتت تعاني من توفير ملابس جديدة لأطفالها، خاصة مع اقتراب الأعياد. توضح أم محمد، وهي أم لثلاثة أطفال، أن تكلفة ملابس العيد ارتفعت من 1500 جنيه العام الماضي إلى ما يزيد عن 2500 جنيه هذا العام. ونتيجة لذلك، لجأت إلى حلول بديلة كتعديل واستخدام الملابس القديمة للأطفال الأكبر سنًا، مع شراء زي جديد لطفلها الأصغر فقط.

بينما أشار أحمد سعيد، وهو أب لطفلين، إلى اتباعه خيار تفصيل الملابس، موضحًا أن تكلفة تفصيل القطع قد تصل إلى 200 جنيه مقارنة بـ300 جنيه للملابس الجاهزة. ورغم أن جودة التفصيل قد لا تضاهي الجاهز، إلا أن الكثيرين يعتبرونه حلاً اقتصاديًا يلبي احتياجاتهم.

إعادة تدوير الملابس القديمة بديلاً شعبياً لمواجهة الغلاء

في ظل الأزمة الاقتصادية، لجأت معظم الأسر إلى إعادة تدوير الملابس القديمة كبديل لشراء الجديد. تقول منى حسن، وهي أم لطفلة، إنها تقوم بتعديل قطع الملابس القديمة وإضافة الإكسسوارات البسيطة لجعلها تبدو عصرية ومناسبة للعيد، مؤكدة أن الأسعار الحالية أصبحت بعيدة تمامًا عن متناول يد الكثير من الأسر.

ومع تزايد التحديات المتصلة بارتفاع تكاليف المعيشة، تبرز البدائل الشعبية مثل إعادة التدوير والتفصيل كوسائل فعالة لتلبية حاجات الأسر المصرية، في ظل استمرار الضغط على الأسواق المحلية.