إعلان بلبن يثير جدلاً واسعاً بعد اتهامه بالإساءة للمؤسس والمجتمع النوبي

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في المجتمع المصري، دخل إعلان جديد لشركة بلبن في مرمى الانتقادات، بعدما اُعتبر إساءةً لمؤسس شركة العبد أحمد عبدالرحيم العبد والمجتمع النوبي. المشكلة تفاقمت بعدما رأى البعض أن الإعلان يتعدى حدود المنافسة التجارية إلى استغلال رموز تاريخية وثقافية بطرق تفتقر إلى الاحترام، مما أثار موجة غضب على نطاق واسع ودفع نحو تدخل قانوني عاجل.

شركة العبد تتخذ إجراءات قانونية ضد إعلان بلبن المسيء

استجابت شركة العبد لما وصفته بـ”الإساءة الواضحة في إعلان بلبن” عبر التقدم بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وأكدت الشركة أن محتوى الإعلان يتضمن شخصيات وسمات بصرية استُخدمت بما يوحي بالمؤسس الراحل أحمد عبدالرحيم العبد، معتبرة أن ذلك يشكّل انتهاكًا صارخًا لاحترام العلامات التجارية والأشخاص المؤثرة في تاريخ الشركات الوطنية. وصرّحت العبد بأنها ستلاحق الشركة المُنتجة للإعلان قانونيًا، سعيًا لتحقيق العدالة ومنع تكرار هذه الإساءات في المستقبل.

هذه الأزمة لم تؤثر فقط على العلاقات بين الشركتين، بل سلطت الضوء على الحدود الأخلاقية الواجب مراعاتها في الحملات الإعلانية، ما يثير تساؤلات حول ضرورة تنظيم ضوابط أكثر إحكامًا لنوعية المحتوى الذي يُقدم للجمهور.

إعلان بلبن يثير غضب المجتمع النوبي

لم تقتصر الانتقادات التي طالت إعلان بلبن على شركة العبد وحدها، بل وُجهت إليه اتهامات بالإساءة إلى التراث الثقافي للمجتمع النوبي. ظهرت شخصية يجسدها الممثل سليمان عيد بلباس ولهجة نوبية، وهو ما اعتبره نوبيون تحريفًا للصورة الحقيقية لهم واستهزاءً بثقافتهم. دفع ذلك ممثلين عن المجتمع النوبي للمطالبة باعتذار علني من الشركة وسحب الإعلان فورًا، معتبرين الخطوة مؤشرًا على غياب الوعي الثقافي في بعض الإنتاجات الإعلانية.

ورغم مرور أيام على تفاقم الأزمة، لم يكن هناك رد واضح من بلبن على مطالب المجتمع النوبي أو شركة العبد، مما يزيد الغموض حول استراتيجية الشركة في التعامل مع هذه المشكلة.

المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يحقق في أزمة إعلان بلبن

تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لدراسة الشكوى المقدمة من شركة العبد، حيث تقرر استدعاء فريق العمل المسؤول عن إنتاج الإعلان للتحقيق. وبحسب مصادر، من المحتمل أن يتخذ المجلس قرارًا بوقف الإعلان استجابة لضغط الرأي العام. ويرى خبراء التسويق أن الموقف المتأزم لشركة بلبن يشكّل درسًا في أهمية تجنب المحتوى المثير للجدل، لما له من تداعيات سلبية على سمعة الشركات.

في السياق نفسه، يشدد متخصصون في مجال الإعلانات على أهمية الالتزام بمعايير صارمة عند تناول الشخصيات التاريخية والتراث الثقافي، لضمان تفادي الإشكالات القانونية أو الإساءة لأي فئة اجتماعية.

الجدير بالذكر أن الأزمات التي تقودها الإعلانات المسيئة ليست جديدة، لكن أزمة إعلان بلبن قد تمثّل نقطة تحوّل في مستقبل تنظيم صناعة الإعلانات في مصر. وتبقى العيون مسلطة على ما ستتخذه الشركة من خطوات تصحيحية وموقف المجلس النهائي من القضية.