لا تستهدف المدنيين.. الولايات المتحدة تؤكد أهداف حملتها الجديدة ضد الحوثيين في اليمن

في تصعيد جديد للصراع اليمني المستمر منذ سنوات، أكدت الولايات المتحدة أن حملتها الجوية المستمرة ضد مليشيا الحوثي تستهدف حصراً قدراتهم العسكرية دون الإضرار بالمدنيين. جاء ذلك في بيان أصدرته السفارة الأمريكية لدى اليمن، مشددة على التزام واشنطن بدعم تطلعات الشعب اليمني نحو السلام والاستقرار. وتأتي هذه التصريحات في ظل تكثيف الهجمات الجوية التي دخلت يومها الحادي عشر على التوالي.

الحملة الجوية الأمريكية ضد الحوثيين: الأهداف والتفاصيل

انطلقت الحملة الجوية الأمريكية في 15 مارس الجاري بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بـ”القضاء التام” على ميليشيا الحوثي. وتستهدف الحملة مواقع استراتيجية تابعة للجماعة وتعدّ الأكبر من نوعها منذ تصاعد الصراع. وأكدت السفارة الأمريكية، عبر منصتها على “إكس”، أن العمليات تسعى لضمان القضاء على القدرات العسكرية للحوثيين دون المساس بالمدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مبرزة أن الهدف الأساسي هو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي سياق التصعيد العسكري، أفادت تقارير صحفية أن الولايات المتحدة أرسلت حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لدعم عملياتها العسكرية. وأمر وزير الدفاع الأمريكي بتمديد انتشار حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” في البحر الأحمر لمدة شهر إضافي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

ردود فعل متباينة على الحملة العسكرية

رغم تأكيد الولايات المتحدة نيتها استهداف الحوثيين فقط، أفادت تقارير محلية بوقوع خسائر في صفوف المدنيين. وزعمت مليشيا الحوثي أن بعض الغارات تسببت بضحايا مدنيين، وهو ما يثير قلق المنظمات الحقوقية التي تراقب الوضع عن كثب.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذا التصعيد يهدف إلى إرسال رسالة قوية إلى الحوثيين وجميع الأطراف الداعمة لهم، في ظل تزايد التوتر الإقليمي. وبحسب موقع “بوليتيكو”، فإن الحملة الجوية جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.

خطوات واشنطن لإعادة رسم مشهد الصراع في اليمن

بينما تتواصل الضربات الجوية، يبقى التساؤل قائماً حول مدى نجاح هذه الحملة في تحقيق أهدافها. ويشير مراقبون إلى أن التصعيد العسكري يتزامن مع محاولات دبلوماسية لحشد الدعم الدولي لإحياء عملية السلام في اليمن. وفيما يلي أبرز الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في هذا المجال:

• تعزيز الحلفاء الإقليميين عبر إرسال قوات بحرية إضافية.
• الضغط الدولي على الأطراف الإقليمية لدعم الحلول السلمية لوقف النزاع.
• تقديم مساعدات إنسانية للشعب اليمني عبر المؤسسات الدولية.

بالتالي، يبقى الموقف الأمريكي في اليمن سياسيًا وعسكريًا معقداً، حيث تواجه واشنطن تحديات كبيرة تتعلق بتحقيق توازن بين العمليات العسكرية والالتزام الإنساني. ومع استمرار الحملة الجوية، يبقى الأفق مفتوحًا لمزيد من التطورات على الساحة الإقليمية في الأشهر المقبلة.