السوق السوداء: الحل الوحيد للجماهير العراقية لحضور مباراة فلسطين

في أجواء مليئة بالترقب، اندفع الآلاف من مشجعي المنتخب العراقي في العاصمة الأردنية عمان سعيًا للحصول على التذاكر المجانية لمباراة العراق وفلسطين ضمن تصفيات كأس العالم 2026. المواجهة المرتقبة تمثل لحظة حاسمة في مشوار المنتخب العراقي في المجموعة الثانية، إلا أن الجماهير واجهت تحديات تنظيمية أدت إلى تدافع وزخم بسبب نقص التذاكر وغياب التنسيق الفعّال.

أزمة تذاكر مباراة العراق وفلسطين تربك الجماهير

شهدت الساعات الأخيرة قبل انطلاق المباراة تداعيات أثّرت بشكل مباشر على مشجعي العراق. فوفقًا لمصادر مطلعة، قامت الحكومة العراقية بشراء 2000 تذكرة لتوزيعها على الجماهير عبر السفارة العراقية في عمان، إلا أن الإقبال الكبير من المشجعين فاق التوقعات. المشهد كان استثنائياً مع الآلاف الذين تجمعوا في محاولة للحصول على فرصة لدخول الملعب، مما أسفر عن تدافع وفوضى لم تكن في الحسبان.

المشكلة تفاقمت بسبب الشروط التي فرضها الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث اشترط وجود جواز سفر وإقامة سارية، وهو ما زاد من تعقيد عملية التوزيع. ومع انتهاء الكمية المتاحة سريعًا، لم يجد الكثير من الجماهير حلاً سوى اللجوء إلى السوق السوداء للحصول على تذاكر المباراة المفصلية.

ردود فعل غاضبة من الجماهير والمسؤولين

الاحتقان الجماهيري وصل ذروته مع تعليقات غاضبة من مشجعي العراق الذين رأوا في الأزمة دليلًا على ضعف التنظيم. مسؤول رابطة مشجعي العراق مهدي الكرخي صرح قائلاً: “ما حدث يوم أمس لم يكن مبررًا، الجالية العراقية كبيرة جدًا في الأردن، وكان من المفترض توفير عدد كافٍ من التذاكر لتلبية الطلب الكبير.” وأشار إلى أهمية تعاون الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في تخصيص المزيد من المقاعد للجماهير العراقية، معتبراً أن ذلك كان سيعزز الروح الرياضية ويزيد من جمالية اللقاء.

على الرغم من التحديات، فإن الكرخي أكد على حضور الجماهير العراقية بكثافة لدعم المنتخب حتى في ظل قلة التذاكر، حيث لجأ بعض المشجعين إلى الجلوس وسط الجماهير الفلسطينية لضمان حضور هذه المباراة المصيرية.

المنتخب العراقي أمام اختبار حاسم

ستُجرى المباراة المرتقبة بين المنتخبين العراقي والفلسطيني اليوم الثلاثاء على استاد عمان الدولي عند الساعة 9:15 مساءً بتوقيت الأردن. هذه المواجهة تحمل أهمية كبيرة لأسود الرافدين، حيث قد تكون نتيجتها حاسمة في تحديد مصير المنتخب ضمن المجموعة الثانية.

الجماهير العراقية، رغم التحديات، تُظهر إصرارًا كبيرًا على الوقوف خلف فريقهم في هذه اللحظة المصيرية. ويبقى السؤال: هل يستطيع المنتخب العراقي، بدعم من جماهيره الوفية، انتزاع النقاط الثلاث ومواصلة مشواره نحو الحلم العالمي؟