الأسكتلنديون يناقشون بشدة مستقبل سياسة التعليم المجاني وتأثيرها على الجميع

تواجه الجامعات الأسكتلندية تحديات مالية غير مسبوقة في ظل اعتمادها على سياسة التعليم الجامعي المجاني، والتي تتحملها الحكومة بشكل كامل. ومع تراجع عدد الطلاب الأجانب وانخفاض الموارد، تظهر الانقسامات بين المواطنين حيال استمرار هذه السياسة. استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “كارنيغي” كشف أن 48% من السكان يرون ضرورة مساهمة الطلاب القادرين في دفع الرسوم، بينما يعارض ذلك 29% فقط، مما يعكس تعقيدات الأزمة.

الأزمة المالية تضغط على الجامعات الأسكتلندية والتعليم المجاني

تعاني الجامعات الأسكتلندية من ضغوط مالية نتيجة ارتفاع تكلفة التعليم الجامعي، والتي تصل إلى 7610 جنيهات إسترلينية لكل طالب أسكتلندي، وتتحملها الحكومة بشكل كامل. الجامعات أصبحت تعتمد بشكل كبير على الرسوم المدفوعة من قِبل الطلاب الأجانب، لكن مع انخفاض عددهم بمقدار 10,000 طالب في العام الدراسي 2023-2024، ازدادت التحديات.
وفي الوقت نفسه، تخطط جامعات مثل دندي للتوجه إلى خطط إنقاذ حكومية بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني. بينما، قامت جامعة إدنبرة بتخفيض نفقاتها لتفادي العجز المتوقع. هذه التطورات تثير تساؤلات حول استدامة نظام التعليم المجاني ومدى تأثيره على جودة التعليم المقدم.

سياسة التعليم المجاني: فوائد قصيرة الأمد وتحديات طويلة الأمد

بدأت سياسة التعليم المجاني في الجامعات الأسكتلندية في عام 2008، حيث أطلقها الحزب الوطني الأسكتلندي لكسب تأييد شعبي. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الجامعات تواجه أزمات مالية متصاعدة، خصوصاً مع التكاليف السنوية للتعليم المجاني التي تصل إلى 715 مليون جنيه إسترليني.
ومع وضع الحكومة قيوداً على عدد الطلاب المحليين الذين يمكنهم الالتحاق بالجامعات، أدى ذلك إلى تقليص الفرص للطلاب الأسكتلنديين، وسط تساؤلات عن مدى فاعلية هذه السياسة في تعزيز مستقبل التعليم في البلاد.

مبادرات لإعادة تقييم تمويل التعليم في الجامعات الأسكتلندية

بحلول أبريل المقبل، ستبدأ هيئة تم إنشاؤها من قبل مؤسسة “كارنيغي” بعقد جلسات نقاش لمراجعة نموذج التمويل الجامعي في أسكتلندا. وتهدف الهيئة إلى وضع توصيات بحلول يناير 2026، قبل الانتخابات البرلمانية الأسكتلندية.
الرئيسة التنفيذية لصندوق دعم الجامعات، هانا غارو، أشارت إلى الحاجة لنقاش أكثر انفتاحاً لتحديث سياسة تمويل الجامعات. في المقابل، أكدت الحكومة الأسكتلندية أن مجانية التعليم ستبقى حجر الأساس، إذ صرح متحدث رسمي أن الوصول إلى التعليم يجب أن يكون مبنياً على القدرة على التعلم وليس القدرة على الدفع.

إن مستقبل الجامعات الأسكتلندية يبقى معلقاً بين الالتزام بالسياسات الاجتماعية وضرورة إيجاد موارد مالية مستدامة لدعم جودة التعليم. ومع ازدياد الضغوط، يبدو أن الأصوات المطالبة بالتغيير تتزايد لتعالج تلك الفجوة المتنامية بين الطموح والإمكانات المتاحة.